أولادك وقراءة الكتب
أظنك تحب أن يقرأ أبناؤك الكتب والمجلات، ولكنك قد تعاني مشكلات حيال ذلك: فلعلّ بعضهم لا يحب القراءة، ولعل بعضهم يقرأ ولا يستفيد مما يقرأ، ولعل بعضهم يقرأ ما يؤذيه ولا ينفعه!.
من هنا نجد من المفيد وضع بعض القواعد والمؤشرات التي تؤدي إلى تحسين علاقة أولادك بالقراءة نوعاً وكمّاً :
1- عندما تتوافر الكتب والمجلات في البيت، فهذا سبب محرّض لأولادك على القراءة.
2- وعندما يكون الأبوان مهتمين بالقراءة، أكثر من اهتمامهما بالتفرج على التلفاز، وأكثر من قطعهما الأوقات في أحاديث قليلة النفع... فإن هذا يجعل أمام الأولاد قدوة حسنة تحببهم بالقراءة.
3- وعندما يعين الأب (أو الأم) ولده على القراءة ويحببه بها يكون لذلك دور إيجابي، كأن يحكي له عن فحوى إحدى القصص، أو أهمية أحد الموضوعات، ويقول له: إن هذا الكتاب (أو هذه المجلة) يتحدث عن هذا الموضوع. بل قد يفتح الأب الكتاب ليقرأ أمام ولده بصوت عالٍ، ونبرة تدل على التفاعل مع الموضوع، وتعليقات على بعض الفقرات، وشرح لبعض الكلمات... فكل هذا يحمل آثاراً إيجابيةً محببة بالقراءة!.
4- وعندما يكون الكتاب جذّاباً يكون أكثر تشويقاً. والجاذبية هنا تأتي من شكل الكتاب، وتأتي من مضمونه. وهذا وذاك يتأثران جداً بالمرحلة العمرية التي يكون الولد فيها. فصحيح أن الكتاب الأنيق ذا الصور الملونة أكثر جاذبية من غيره، لكن الصحيح كذلك أن نوع الورق والطباعة وحجم الحرف واختيار الصور وألوانها... تختلف كثيراً في جاذبيتها بين طفل في الخامسة من عمره، وآخر في الثانية عشرة، وثالث في العشرين. ومن باب أولى فإن الموضوعات التي تناسب مرحلة عمرية لا تناسب بالضرورة مرحلة أخرى. وبشكل خاص فإن مراحل النمو الأولى تتطلب ألواناً متبدلة من الموضوعات تناسب كل مرحلة، فبينما لا نكاد نميز بين ما يناسب ابن السابعةَ عشرةَ وابن العشرين، نجد أن التمييز مهم بين سنة وأخرى في سني الطفولة الأولى.
هناك مثلاً الكتب التي تناسب الطفل في السنة الثالثة، وهي كتب صغيرة الحجم، متينة الأوراق، زاهية الألوان، مملوءة بالصور، خالية من الكلمات المكتوبة أو شبه خالية...
والطفل بدءاً من السنة الثانية من عمره يحب سماع القصص، وفي الثالثة يمكن لأبيه أن يمسك أمامه بالكتاب الذي يحوي قصة، ويقرأها له إذا كانت مكتوبة، أو يريه الصور وينشىء له كلاماً يربط بين الصور ويشكّل القصة.
وفي الرابعة يستمر معه ذلك، مع بروز الرغبة في الاستماع إلى قصص المغامرات.
وفي الخامسة يحب الطفل القصص ، ومعها التزود بمعلومات عن المحيط الذي يعيش فيه.
وفي السادسة والسابعة يحب القصص الشعبية.
وفي الثامنة والتاسعة يميل إلى قصص السيرة والتراجم والتاريخ.
وفي العاشرة والحادية عشرة يحب قصص العظماء والمغامرات... وهكذا وهكذا.
وبالطبع فإن الأعمار المذكورة وما يناسبها ليست قطعية أو حدّية، بل تختلف بعض الاختلاف بين ولد وآخر، ومجتمع وآخر.
5- هناك كتب ضارّة فلنحرص على تجنُّبها وإبعادها عن أولادنا، ومنها القصص والكتب التي تمجّد الجريمة وتحبّب بالمجرم، سواء تعلقت بجرائم القتل والاعتداء الجسدي أو جرائم السرقة، أو الجرائم الجنسية، أو الجرائم السياسية... ومنها الكتب التي تثير الرعب، أو التي تخدم عقائد باطلة كالأساطير اليونانية التي تتحدث عن صراع الآلهة!. أو كتب السحر والشعوذة، أو أي كتب تتنافى مع العقيدة الصحيحة والقيم السليمة.
6- هناك القصص المناسبة للطفل في الدقائق التي تسبق النوم، وهناك كتب مطبوعة تحوي أمثال هذه القصص. ومن المناسب أن تختار الأم (وأحياناً الأب) القصة المناسبة وتسردها بأسلوب هادىء على طفلها قبيل النوم، وأن تكون القصة متناسبة مع بعض القيم العليا التي تريد غرسها في طفلها كالأمانة والشجاعة والنظافة والصدق...
ومن المناسب كذلك أن تذكر له أن هذه القصة موجودة في هذا الكتاب، كي تحببه بقراءتها وقراءة أمثالها بنفسه... أي لتحببه بالقراءة فيما بعد.
أخيراً ، إن الأمة التي ابتدأ وجودها مع نزول كلمة " اقرأ " جديرة بأن تهتم بالقراءة، وأن تزرع حب القراءة في نفوس أبنائها.
وسوم: 641