القنبلة أفضل من الصاروخ، لماذا؟
سأقول لكم لماذا. ان الاستماتة من قبل جهات الأمن المصرية والجهات الأمنية الدولية ان يقتنع العالم بان السبب في سقوط الطائرة الروسية هي قنبلة تم وضعها بداخل الطائرة وليس صاروخ أطلقته داعش على الطائرة فهو للاسباب التالية: بالنسبة لمصر زرع قنبلة على متن الطائرة يعني ان الامر يمكن ترصده وإحباطه والتصدي لأي عمليات شبيهة له مستقبلاً عن طريق تشديد الرقابة والتدقيق في عملية تفتيش الركاب وتشديد الرقابة على العاملين في المطارات ومنافذ الدخول والخروج المصرية وكذلك التركيز في العمل الاستخباراتي لتتبع وتقصي تلك المحاولات ويعني كذلك عودة بعض من الطمأنينة والثقة الى السواح وعوده السياحة تدريجياً الى مستواها الطبيعي في مصر ولكن الاعتراف بأن الذي اسقط تلك الطائرة هو صاروخ وليس قنبلة فان ذلك يعني خروج الامر عن السيطرة الأمنية المصرية وان الحركات الاسلامية في مصر تمتلك إمكانيات صاروخية تستطيع إسقاط الطائرات بداخل الأجواء المصرية كيفما شاءت ومتى شاءت هذه الحركات الاسلامية او اي حركة ارهابية تُمارس نشاطها على الاراضي المصرية وهذا لو ثبت صحته، وهو ما تستميت في تكذيبه السلطات المصرية، يعني ان الامر خرج عن السيطرة المصرية ولا يمكن السيطرة علية واستحالة تتبعه او تقصيه خصوصاً وان التقنيات والقدرات الصاروخية الحديثة اللآن تجعل من صاروخ محمول كتفاً ان يسقط اي طائرة دون الثلاثين الف قدم في الأجواء المصرية مما يعني انسحاب الاستثمارات العالمية من مصر ونهاية صناعة السياحة في مصر الى الأبد.
اما بالنسبة لبقية العالم فإن معنى توفر كفائة صاروخية لدى داعش وغير داعش هو تغيير قانون اللعبة عسكرياً في المنطقة ولن تؤيد شعوب دول الغرب على ضوء تلك المستجدات تواجد ابنائها العسكريين في مواجهة عسكرية من المفروض انها ( وكما قام بتسويقها ) السياسيون في تلك الدول الأوربية على انها مجرد مواجهات عن طريق ضربات جوية لحركات عبثية ارهابية لا يتجاوز حجم تسليحها سوى بعض البنادق الرشاشة وربما بعض القطع المدفعية المضادة للطائرات والتى هي في أقصى مدىً لها لا تتجاوز الخمسة آلاف قدم، أما وعندما تكتشف شعوب الدول الأوربية ان ابنائهم في حرب تقترب من حافة التكافؤ العسكري وصواريخ يطلقها هؤلاء الدواعش ترقى الى عشرات الآلاف من الأقدام في السماء فإن معنى هذا ان دولتهم الاسلامية تتجه صوب انشاء جيش متكامل يمتلك كفائات صاروخية وهذا يعني اعادة نظر شاملة لعملية وجدوى التدخل العسكري لبلدانهم في حروب هذه المناطق العربية والتي لم يجني الغرب منها سوى عدة بلايين من براميل البترول لتشغيل صناعاتهم وفيما عدا ذلك فإن من الاجدى لدول الغرب هو ترك هؤلاء الغوغاء العرب في حربهم مع أنفسهم وحتى يقضي طرف منهم على الطرف الآخر، او ان تشن دول الغرب حرباً شاملة ذات خطة واهداف محددة وعندما يتم تحقيق هذه الأهداف تتوقف هذه الحرب وتفرض دول الغرب ساعتها ما تراه مناسباً وما لا تراه مناسباً على هؤلاء الهمج المتخلفين من وجهة نظرهم. في الوقت الحاضر لا يوجد استعداد غربي لخوض مثل هذه الحرب ولم يتبقى أموال خليجية تتحمل نفقات حرب كهذه تدفعها دول الخليج للغرب كما تكلفت المملكة العربية السعودية والكويت تكاليف حرب الخليج للإطاحة بنظام صدام حسين في العراق، وليتهم ما فعلوا.
الدول العربية يهمها أيضاً ان تكون قنبلة تم زرعها على متن الطائرة وليس صاروخاً ولديهم أسبابهم الوجيهة أيضاً واولها ان لا ينتشر الذعر بين أبناء الدول العربية وربما تحدث حركات ولاء ومؤازرة للدولة الاسلامية اذا تأكد لأبناء الدول العربية ان للدولة الاسلامية أذرع صاروخية تطال وتهدد اي قوة عسكرية تدخل معها في مواجهة عسكرية، ثم ثانياً ان هذا يعني ان الحركات الإسلامية في داخل الدول العربية قد اخترقت وكسرت جميع اجهزة المخابرات العربية وقامت بشراء وادخال أسلحة ما كان ليتسنى لها شرائها ولا ادخالها واستخدامها في مناطقهم بدون هذا الاختراق الاستخباراتي والذي اثبت عجزة امام عمليات ادخال الأسلحة واستخدام الأسلحة في جميع الدول العربية بدون استثناء و ان الدول العربية على وشك ان تمنى بهزائم ساحقة فيما لو دخلت في مواجهات علنية مع داعش وجيش الدولة الأسلامية وغيرهم من التنظيمات التي تعج بها المنطقة وستكون عاجزة تماماً أمامها بدون مساعدة الغرب كما حدث ويحدث في العراق وسوريا وليبيا وعما قريب في مصر.
نتبين مما سبق ان السعي المحموم للدول العربية وللدول الغربية في ان تخرج نتائج التحقيقات في أسباب سقوط الطائرة الروسية بالشكل الذي تريده الدول العربية والغربية يحمل في طيات وتبعات نتائجه كما ذكرنا تغييرات جذرية في معطيات وكيفية التعامل مع التنظيمات الاسلامية في المنطقة وتحديدا مع تنظيم الدولة الاسلامية. يعلمون ان الطائرة الروسية أسقطها صاروخ أطلقته ولاية الدولة الاسلامية في سيناء ولكن حتى تستمر المهزلة الدائرة في المنطقة سيقولون ان الطائرة تحطمت من جراء انفجار عبوة كانت على متن تلك الطائرة.
وسوم: 641