حسرة على الماضي
الأبيض – عثمان الأسباط
أصبحت سينما )عروس الرمال( و)كردفان( بمدينة الأبيض في السنوات الأخيرة أطلالاً ولم يبقَ منها غير شاشة العرض الصامدة أمام تحديات الزمن وأنقاض الكراسي المتناثرة في بهو المكان، بعد ان كانت ملتقاً ثقافياً ومكاناً ترفيهياً تشد إليه الرحال الكثير من سكان مدينة الأبيض بكافة أحيائها الممتدة، حيث كانت تحتشد سينما كردفان وعروس الرمال بالكثير من الرواد على مختلف ثقافاتهم وأعمارهم وسحناتهم، ويتدافع الجميع صوب السوق الكبير، حيث مقر (كردفان وعروس الرمال) وظل التنافس محتدماً بين القلعتين في تقديم منتوج سينمائي مميز لجمهور يذوب عشقاً في الشاشة، وبقيت دور السينما بالأبيض وطوال العرضين الأول والثاني قبلة لكل الناس علي الرغم من بدأ العرض الثاني في وقت متأخر إلا أن الكثيرين كانوا لا يملون الحضور والتزاحم نحو مقر الدور.
أعمال كبيرة
ظلت (عروس وكردفان) تقدمان منتوجًا كبيراً من الأفلام الأجنبية والهندية، بجانب بعض الأعمال الأخرى من المسرحيات المميزة في ذلك الوقت، إضافة إلى القليل من المنتوج السوداني الشحيح لتنافس بذلك سينمات السودان المختلفة أمثال الوطنية، كلوزيوم، الحلفايا، قصر الشباب، قاعة الصداقة، الوحدة كوبر وغيرها من دُور العرض المنتشرة في شتى نواحي ولاية الخرطوم، ورغم أن العروض لم تكن تقدم أعمالاً سودانية لكن جمهور السينما كان يجد فيها ملاذًا ويشبع رغبته في الاستمتاع بالعرض، ومع مرور الأيام أخذت تلك الدور وغيرها، إن لم تكن جميعها بالتلاشي والخبو واحدة تلو الأخرى وأصبح عدد دور العرض في السودان لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، بينما يصل عدد زوارها إلى العشرات فقط.
مساهة فاعلة في مناهج التدريس
ساهمت (كردفان وعروس) مساهمة فاعلة في تقديم أفلام الروايات لطلاب المدارس في سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي أمثال (كيدنابد، جينير، أولفر توست، نساء صغيرات، توم براون اسكول ديز، موبي ديك وانمل فارم) وغيرها من الروايات المقررة في المدارس الوسطى والثانويات، إضافة إلى الجامعات، وساهمت السينما في إضافة التحصيل الأكاديمي للطلاب من خلال المشاهدة التي تساهم في فهم الرواية بصورة مذهلة حال عدم الإلمام بالنسبة للطلاب في مقاعد الدروس من واقع أن المشاهدة عبر الشاشة تعطي إضافات نوعية ممثلة في الإثارة والتشويق بجانب الحركة والصورة والصوت والموسيقى التصويرية لتتكامل الأدوار وتبقى تلك الروايات راسخة بقوة في عقول الطلاب لتعينهم بشدة في قاعات الدرس والامتحانات.
وسيلة ترفيهية
ساهمت سينما (عروس وكردفان) إسهاماً مقدراً في تقديم وقت ترفيهي كبير بالنسبة لسكان الأبيض وأحيائها وقضاء أوقات جميلة على مقاعد الدور للاستمتاع بالعروض المبهرة، وبقت السينما وسيلة ترفيهية جاذبة للكثيرين بعد انتهاء رهق العمل اليومي والعودة للمنازل لأخذ قسط من الراحة ومن ثم التوجه إلى السوق الكبير، حيث مقر (كردفان وعروس الرمال) لقضاء أوقات رائعة في حضرة أجمل الأفلام الهندية والأجنبية.
استضافة الحفلات الجماهيرية
استضافت (عروس وكردفان) العديد من الحفلات الجماهيرية بمسارحها، وشدا العديد من الفنانين الكبار هناك، حيث زارها محمد الأمين، أبوعركي البخيت، الراحل محمود عبد العزيز، مجموعة عقد الجلاد الغنائية وغيرهم من الفنانين، وكثيراً ما ضجت مسارح السينما باستضافة العديد من كبار الفنانين والمسرحيين وساهمت في جذب الكثير من جمهور المطربين لمسارحها العملاقة التي باتت الآن عبارة عن أطلال خالية من الجمهور
وسوم: 642