الإرهاب كالسرطان... لا يعرف حدودا
رضا سالم الصامت
رسولنا الأكرم محمد ( صلى الله عليه و سلم ) آمن به مسلمو العالم و هو خاتم النبيين و المرسلين و اشرف مخلوقات الله و اعتبره " مايكل هارت " أعظم شخصية بتاريخ البشرية ، فهو الذي جاء برسالة الإسلام و نجح في أدائها و إتمامها على أمته في عهد الجاهلية و عبادة الأصنام فنزل عليه الوحي و كان عادلا و بشوشا ينشر قيم الإسلام بلطف و اقتناع فاتبعه أصحابه و كل العالم ، جاء لهم بالحق وآمن الناس به في عهد كان الناس يعيشون في ضلالة القوي يستغل الضعيف و المرأة تدفن حية و الظلم منتشر و الفساد أكثر و الكفر ....
وقد جاء بالدين الحق ، دين سلام و امن و اطمئنان فهذه أمة ولدت على فطرة الدين الحق و أمة محمد عليه الصلاة و السلام . فلا العرب و لا الإسلام دين إرهاب و الدين براء من الذين يتهموننا بالإرهاب ، ثم إن الإرهاب لا دين له و هذا متفق عليه .
إن الاستخدام المنهجي للإرهاب، خصوصاً كوسيلة من وسائل الإكراه في المجتمع الدولي، ومع ذلك، الإرهاب لا توجد لديه أهداف متفق عليها عالمياً ولا ملزمة قانوناً، وتعريف القانون الجنائي له بالإضافة إلى تعريفات مشتركة للإرهاب تشير إلى تلك الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف، ويكون موجهاً ضد أتباع دينية وأخرى سياسية معينة، أو هدف أيديولوجي، وفيه استهداف متعمد أو تجاهل سلامة غير المدنيين. بعض التعاريف تشمل الآن أعمال العنف غير المشروعة والحرب و يتم عادة استخدام تكتيكات مماثلة من قبل المنظمات الإجرامية لفرض قوانين بسبب التعقيدات السياسية والدينية فقد أصبح مفهوم هذه العبارة غامضاً أحياناً ومختلف عليه في أحيان أخرى.
الجدير بالذكر أن المسيحيين قد عانوا منه بسبب استهداف الجماعات المتطرفة لهم والآن جاء دور الإسلام في الوقت الراهن حيث نال النصيب الأوفر من هذه العبارة عبارة " الإرهاب" لأسباب سياسية تحكمها صراعات دولية وإقليمية ، خاصة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية والتي خلّفت نحو ثلاثة آلاف قتيل من جميع دول العالم، وتكبّد العالم بأسره خسائر تقدّر بمليارات الدولارات...
إن الإرهاب ليس كالحرب التقليدية، لا يمكن للأسلحة المعقدة ولا الرؤوس النووية أن تهزم الإرهاب و إن الهجمات الإرهابية هي نوع جديد من الحرب.
إنها حرب الضعفاء ضد الأقوياء، فطالما يوجد هذا الفارق الهائل بين القوي والضعيف في القدرة على القتل، لا بد أن تحدث هجمات إرهابية ردا على أنواع القهر التي يذيقها القوي للضعيف.
إن الحرب التقليدية ليست بأكثر من إرهاب معطى شرعية. إن المقتولين أكثرهم عزل وليسوا مقاتلين، وهم ضحايا إرهاب القنابل والصواريخ كضحايا الهجمات الإرهابية، ولأن الحرب التقليدية ترهب الناس فيجب أن يتم وضعها في الحقيبة نفسها كأعمال إرهابية التي يقوم بها الإرهابيون غير النظاميين، و ليس لأحد الحق في أن يتوج نفسه ملكا لناصية الأخلاق والحق...
فالإرهاب كالسرطان عافانا و عافاكم الله ،إذا ما نخر جسدا إلا و أتى عليه لذلك يجب مقاومته بقوة.
انه كالعاصفة التي تأتي على الأخضر و اليابس و حسب مختصين في مجال الإرهاب فان العولمة هي أحد أسباب انتشار ه ، فمصير البشرية والحضارة الإنسانية أصبح واحدا بعد العولمة وانهيار الحواجز والحدود بين المجتمعات والدول جعلت من العالم قرية صغيرة، فالغرب يريد أن يستأصل الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويقضي عليه ..
لكن يبدو أن حساباتهم كانت مغلوطة ، حيث انقلب السحر على الساحر وأصبح العالم الغربي أقل أمنا وأكثر عرضة للخطر، بل إنه أصبح هو نفسه مصدرا للخطر وليس العالم الإسلامي أو الشرق الأوسط ، فالإرهاب اصبح موجودا في كل بقاع العالم تقريبا و هو لا يعرف و لا يستعرف بالحدود الجغرافية.