إيران تنصب نفسها وصية على كل متشيع في العالم العربي
قامت دنيا إيران ولم تقعد بسبب إعدام السعودية مواطنا سعوديا شيعيا بتهمة المس بأمنها الداخلي ،وكأن هذا الشخص مواطنا إيرانيا ، وكأن السعودية ليس من حقها أن تقاضي مواطنيها المذنبين ، وكأن التشيع عبارة عن فيتو يحمي من يرتكبون مخالفات أو جرائم في حق أوطانهم من الخضوع للمحاكمات ونيل العقاب المستحق.وموقف إيران من قضية المدعو نمر النمر يعطي انطباعا أنها تنصب نفسها وصية على كل متشيع في العالم العربي ، وتتصرف وكـأنه من مواطنيها ،وهذا يكشف القناع عن طبيعة المذهب الشيعي الذي تتبناه إيران ،وهو مذهب لا يختلف منطقه عن منطق العصبية الجاهلية التي شعارها البيت الشعري المشهور للشاعر دريد بن الصمة :
ولسان حال إيران يحاكي قول دريد:
وهذا المنطق الذي يحكم دولة إيران يعكس الطبيعة العنصرية للعقيدة الشيعية التي تضفي على أتباعها وحدهم الشرعية والمصداقية ، وتنزعها من غيرهم . والعمائم الشيعية في إيران ،وعلى رأسها عمامة المرشد الأعلى للثورة تلقن أتباعها السلوك العنصري والعدواني ضد من كل يختلف معهم فيما يعتقدون . وتوجيهات العمائم الشيعية المعروفة بالمرجعيات تكفيرية بامتياز حيث تكفر كل غير شيعي انطلاقا من اعتبارها التشيع هو الممارسة الصحيحة للدين الإسلامي وما عداه انحراف وضلال وكفر . وكل من لا يعتقد بالإمامة وبولاية الفقيه التي تسد مسدها بسبب غيبة هذه الإمامة التي بدأت صغرى ،وصارت فيما بعد كبرى في انتظار عودة الإمام المختفي في سرداب والمرفوع إلى السماء يعتبر مجرما وكافرا يستباح دمه وعرضه وماله . وتحرص دولة إيران على تصدير هذا الفكر التكفيري إلى البلاد العربية عن طريق الذين يستلبهم ويستهويهم التشيع من الرعايا العرب ، خصوصا العوام والسذج الذين لديهم استعداد كبير لتقبل أسطورة الإمام المختفي والمرفوع ، والذي سينزل ويملأ الأرض عدلا طمعا في الحصول على بركته وشفاعته و الفوز الجنة لا يدخلها إلا الشيعة . والويل والثور وعواقب الأمور في العاجل والآجل لمن أنكر غيابه واختفاءه ورفعه ونزوله . فعن طريق هذا الإغراء يسيطر أصحاب العمائم الشيعة على عقول أتباعهم ويستغلونهم لأغراض سياسية محضة مقنعة بالتدين المغشوش من خلال توظيف فكرة محبة آل البيت مقابل كراهية من نازعهم الأمر والإمامة أو من أيد من نازعهم ذلك ، وتكفيره. وكل متشيع بالمواصفات التي يريدها المعممون وهم أصحاب عصمة في نظر أتباعهم يصير مواطنا إيرانيا وتصير دولة إيران راعية له، بل موظفة له حيثما شاءت، وأنى شاءت . وتحرص دولة إيران على تلقين المتشيعين من الرعايا العرب التابعين لها عقديا على التمرد على أنظمتهم المحسوبة على المذهب السني الذي تعامل أصحابه كأعداء ولا يشفع لهم توحيدهم لله عز وجل وإقرارهم بنبوة ورسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن تشهدوا وصلوا وصاموا وحجوا وزكوا، ذلك أن كل ذلك لا ينفع من لم يؤمن بالإمامة الوارثة للنبوة والوصية على الدين بعدها . وتتخذ إيران من الرعايا العرب المتشيعين ذريعة للتدخل في البلدان التي يوجدون بها عن طريق تحريضهم على الإخلال بأمنها وحين ينالون عقابهم يتحولون إلى شهداء كشهادة سبط النبي الحسين رضي الله عنه ، ويعتبر من يعاقبهم بمثابة يزيد بن معاوية . وهكذا يقنع المعممون أتباعهم بأن حدث مقتل سبط النبي لم يطوه التاريخ كما تطوى باقي الأحداث بل هو متجدد وخالد ، وبإمكان كل متشيع أن يكون شهيدا مثل الحسين رضي الله عنه كما صار نمر النمر الذي أثار إعدامه حفيظة إيران وبررت السماح بالاعتداء على سفارة وقنصلية السعودية التي نفذت فيه حكم الإعدام خلافا للمعاهدات الدولية الملزمة بحماية السفارات والقنصليات التي تعتبر جزءا من سيادة بلدانها والتي يجب أن تصان . و مقابل فرض إيران وصايتها على كل متشيع عربي لا تسمح بوصاية أية دولة سنية على الرعايا الإيرانيين السنة فوق تراها خصوصا سنة منطقة الأهواز، والذين يضطهدون لمجرد أنهم سنة . وبسبب الوصاية على المتشيعين العرب تتدخل إيران عسكريا في العراق وسوريا واليمن ، وتتطلع للتدخل في البحرين والسعودية ، وفي كل بلاد عربية يوجد فيها متشبعون . ولا يخفي المتشيعون العرب ولائهم لإيران ، وفي المقال لا ولاء لهم لأوطانهم بل أكثر من ذلك يكنون العداء لها لأن عقيدة التشيع عندهم فوق كل انتماء ، وهو ما يكرس الطائفية المقيتة التي تفصم عرى الانتماءات والولاء للأوطان ، كما تفصم عروة الانتماء لدين الإسلام العالمي الذي لا يمكن اختزاله في الطائفيات مهما كانت خصوصا الطائفية الشيعية . ويتعين على البلدان العربية التعامل مع دولة إيران بما يلزم من مواقف صارمة تضع حدا لأطماعها التوسعية التي باتت مكشوفة . ولا شك أن إيران سيكون لها أكثر من نمر النمر في كل البلاد العربية لتتذرع بذلك في التدخل السافر في الشؤون الداخلية لهذه البلاد ، ولتصنع مجدها الفارسي الكسروي البائد على حساب مجد الأمة العربية. الذي بات مهددا من طرفها .
وسوم: العدد649