(( كبرت كلمة تخرج من أفواههم ))
أن يكتب تاريخ الأمة من لا تاريخ له فهذه عجيبة تضاف إلى عجائبنا ومصيبة تضاف إلى مصائبنا الثقافية المتتالية ولن نستدعى الماضي البعيد المشحون بالعجز والتخلف أيام زحف الظلام القادم إلينا من الشرق أو الغرب ويكفينا أن نرجع إلى أوائل القرن الماضي لنرى من يكتب تاريخنا، لقد كتبه فليب حتى، جورجي زيدان ، كريستوفر سكويب أستاذ لويس عوض ، أ.هـ جب ، وجان بيرك ، وسلامة موسى، وحسن حنفى، وخليل عبد الكريم وسعيد العشماوي ، فرج فوده ، عبد الملك عوده ، لطفى الخولى ، وصولا الى يوسف زيدان وسيد القمنى وسعد الهلالى والشوباشي كبرت كلمة تخرج من أفواههم!
يقول المستشرق المجرم أ. هـ. جب :
(يظهر أن كثير من أعضاء المجمع (مجمع اللغة العربية) إتفقوا على أن اللغة العربية مصابة بعلة لا شفاء منها إلا بعملية جراحية أو غير جراحية، وأظن أن من الضروري تدقيق النظر في كيفية هذه العلة وطبيعتها) وانتهى إلى قوله : (وخصوصاً هذ1 الأدب العقيم الذي تنعكس فيه أشعة عن حضارة غابرة ذهبت ولن تعود) مستخرج من الجلسة الخامسة عشر بتاريخ 19/2/1944 ـ كتاب : تيسير الكتابة العربية 1946.
وجاء كلام المجرم جب في حضور كل من: العقاد ـ طه حسين ـ محمد حسنين هيكل ـ عبد العزيز فهمي ـ على الجارم ـ محمد على كرد ـ فارس نمر ـ عبد القادر المغربي ـ وحسن القاياتي ـ ومنصور فهمي.
وكان عبد العزيز فهمي أنموذجاً للرجل الكاره لثقافة أمته على عكس موقف عباس محمد العقاد تماماً حيث رفض مقترحات الأعضاء بخصوص تيسير الكتابة العربية وقال: (أنها لا تعدل بنا إلى خير من طريقنا ، فقد بطل الكلام).
إنهم كُتاب أوائل القرن الماضي !!
وقف العقاد ليرد كل هذا البلاء كما وقف محمد على كرد ليدافعا عن ثقافة الأمة أي دين الأمة الذي هو أمنها أيضاً كما يقول العلامة محمود محمد شاكر (عبث وإجرام)!!
سكتوا أمام المستشرق المجرم أ.هـ. جب وهو يشطب تاريخنا في حضور أهله! فجاء من بعدهم من ساروا على نهجهم واقتفوا أثرهم فشاهدنا وسمعنا ما لم يخطر على بال.
كبرت كلمة تخرج من أفواههم. كتب خليل عبد الكريم تاريخ بعض الصحابة رضى الله عنهم كما كتب أحمد عباس صالح عن ما أطلق عليه اليسار الإسلامي وكتب سعيد العشماوي عن ما أطلق عليه الفتنة الكبرى وما كان إلا نزاعاً بين من أراد الدنيا ومن أراد الآخرة حوله الدكتور طه حسين إلى فتنة وفتنة كبرى فسار الناس على هديه!!
ثم كتب الدكتور لويس عوض كتابه (مقدمه في فقه اللغة العربية)!! فبرز إليه الدكتور البدراوي زهران وأدبه.
جنايات ثقافية كثيرة تسبب فيها معظم كتاب أوائل عشرينيات القرن الماضي. لقد عبثوا بثقافة الأمة مما أعان كل جاهل أن يقول مقالاته وهو جالس على أريكته لينظم ثيابه ومن وراءه آلاف من الكتب والمراجع من تأليف أكابر مجرميها!!
يقول ربنا سبحانه وتعالى في قرآنه المجيد:
" وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ " سورة إبراهيم ( الآية 44)
انتهى الأمر !
ويقول أيضاً :
" إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا "
ولن يكون للظالمين غير سرادق النار
ارجعوا قبل فوات الأوان.
والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وسوم: العدد649