إضاءات وطنية
المواطنة في الإسلام تقوم على النصح والتناصح بين الراعي والرعية لقول رسولنا وسيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم:"كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ،الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا،وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" تجلت معاني ودلالات هذه الحديث العظيم في تجسيد وشائج المواطنة بين أبناء دولة المملكة العربية السعودية..دولة الحقبة الحضارية المتألقة في مسيرة الأمة العربية والإسلامية المعاصرة..في المجلس الاسبوعي لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل يوم الاثنين الماضي 22 ربيع الثاني 1437هـ بادر بالحديث أحد الحضور يسأل عن شبكة الجسور والأنفاق ومستقبل حركة المرور في جدة..وأخذ خالد الفيصل الأمير المتابع لمسؤولياته بذهنية حادة حاضرة- ما شاء الله- يوضح بدقة وكأن خارطة لجدة أمامه يستعرض تفاصيلها حيث جلَّى للجميع الصورة المشرقة لمشروعاتها..وانتقل الحديث إلى مكة المكرمة حيث عبر أحد الحضور عن إعجابه بما يجري في مكة من حركة عمرانية متسارعة..تجعلها تبدو في كل اسبوع وكأنها مولود جديد..وهنا تطرق الفيصل إلى طموحاته التي عبر عنها في كتابه القيم:"من الكعبة وإليها..بناء الانسان وتنمية المكان"و أمله الكبير أن يرى مكة في أحلى حلة تستحقها ويطمح إليها كل مسلم..وفجأة لمعت إضاءة زادت المكان تألقاً أطلقها فريق من طلبة الطب في جامعة المؤسس الملك عبد العزيز/طيب الله ثراه..حيث أعلنوا عن مشروعهم التكنولوجي الإبداعي بشأن التحكم في أداء الخلية العصبية للإنسان..مما يؤهل للتحكم بسلوكيات الإنسان وتوجيهها..فعلق الفيصل قائلاً:إنها فكرة عظيمة تصب في جوهر تنمية الإنسان..فأنا جاهز لأكون في خدمة مثل هذه المشروعات التقنية..فالعالم متجه نحو التنافس في ميادينها ومن أجدر من شباب المملكة العربية السعودية بها..؟وعلى مائدة العشاء جرى حوار ومداعبات تناولت القضاء بحضور عدد من القضاة والشكوى المتكررة من بطء الإنجاز والتنفيذ..وعلل القضاة الحضور البطء بقلة العدد فأيد سموه هذا التعليل..وقال:أما البطء في التنفيذ فهذه مسؤوليتنا..وبهذا الصدد أعلن:أنه شكل لجنة في الأمارة لمتابعة إجراءات التنفيذ ورصد أسبابها..وأخرج ورقة من جيبه تتضمن ما تلقاه ذاك اليوم من اللجنة بهذا الشأن..ثم قال:لقد استطعنا خلال سنة ونصف ونيف- بفضل الله تعالى-أن نزيل (310000) واحداً وثلاثين ألفاً من هذا الخلل..وهنا حضرتني عبارة من مذكرات دولة الدكتور محمد معروف الدواليبي التي شرفت في تدوينها منه مباشرة قالها له الملك فيصل بن عبد العزيز- رحمه الله تعالى - عندما كان مستشاره:يا دكتور اشد ما يقلقني بطء تحقيق مصالح الناس وبطء تنفيذ الأحكام..فآمل أن تولي هذا الأمر جلَّ اهتمامك وتجعله شغلك الشاغل..فقلت للأخ الذي أجلس إلى جنبه حقاً:"من خلَّف ما مات"رحمه الله تعالى الفيصل الأب العظيم الملهم الشهيد..وبارك الله في صحة وعمر الفيصل الابن الفارس السديد الرشيد..في ظل قيادة الإمام الحازم الراشد الملك سلمان بن عبد العزيز وتحت راية ( لا إله إلا الله محمد رسول الله).
وسوم: العدد 653