نحن والأكراد ..

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_79437.jpg

نحن والأكراد أمة واحدة .. نبينا واحد وقبلتنا واحدة .. أخوة الدين تجمعنا ، ورابطة العقيدة تظلنا ، نحن وإياهم نتجه إلى الكعبة في صلاتنا ، أعيادنا أعيادهم ، يصومون معنا ويفطرون معنا ، يقطنون شمال مدينة الباب في قرى قباسين وسوسنباط وبرشاية وغيرها 

عاشرناهم بل وصاهرناهم فكانوا نعم الرجال ...

درّست في موطنهم عفرين وجدت فيها شبابا متعطشا لفهم دينه وعقيدته ، وزعت عليهم كتب سيد قطب فقرأوها بنهم 

كنا عندهم أيام الوحدة المشؤومة التي سيطر فيها المصريون على مقاليد الحكم ، وكانت كما قال البعث الكاذب أردناها وحدة وأرادوها مزرعة ، كنا في ثانوية عفرين ١٥ مدرسا منهم ١٣ مصريا ؟؟؟

وكانوا على صلة بالمحلق الثقافي بدمشق ( أبو درة ) ، المدرسون الزملاء من مصر كانوا يضربون على وتر القومية العربية الملحدة بضاعة العصر وهتاف المغفلين ؟؟؟

أنا أعتبر الأكراد جزء من أمة محمد عليه السلام .. أمة فيها الأمازيغي كطارق بن زياد ويوسف بن تاشفين ، وفيها الفارسي كسلمان وفيها الرومي كصهيب .

ألسنا نقرأ جميعا أبو لهب في النار وهو ابن هاشم ، وسلمان في الفردوس وهو من خراسان 

فلا تحسب الأنساب تنجيك من لظى 

             ولو كنت من قيس وعبد مدان 

إن صلاح الدين الأيوبي هو الذي وقف في وجه الصليبية ، ورد لأمة محمد عليه السلام كرامتها 

صلاح الدين هو الذي هدم الدولة الفاطمية المنسبوبة لفاطمة عليها السلام زورا وبهتانا ، وهي دولة عبيدية قادمة من المغرب 

صلاح الدين وأخوته نور الدين الشهيد وعماد زنكي هم أبطال الاسلام 

 نفخر بهم ونعتز بهم 

لما دخل غورو دمشق ذهب إلى قبر صلاح الدين وركله برجله قائلا : قم ياصلاح الدين فقد عدنا !!!

صلاح الدين مفخرة الأمة العربية هو الذي خرب قلاع القرامطة في جبلهم ، وياليته اجتث شجرتهم من جذورها 

فقد كشفت الأيام بواطنهم واحقادهم ؟؟؟

لقد فعلوا لما حكموا مالم يفعله جنكيز خان ولا هولاكو ولا فرنسا يوم استعمرت سوريا 

قتل أطفال بالبراميل والحاويات المتفجزة ، وذبح رجال ، وهتك أعراض ، وهدم مساجد وكنائس ، وتمزيق الأمة وجعلها شيعا ؟؟؟

ومنافقون وأصحاب مصالح ولحى يمسحون الخوخ والأحذية لينالوا فتاتا مغموسا بالذلة وبيع الكرامة ؟؟؟

الأكراد أينما وجدوا هم إخواننا وأهلنا ( وأقصد الأكراد المسلمين لا الملحدين ) لانقولها مجاملات ، وإنما عن عقيدة تنبع من قوله تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )

١٣ الحجرات . 

عشنا سنة في عفرين علمنا شبابها ، ودرّسنا شيوخها ، فما وجدنا إلا التجاوب الصادق والحب المتبادل 

عقيدتنا أننا لو اجتمع خمسة من طلاب العلم يقدم الأقرأ أو الأفقه ولو كان كرديا 

خطب محلي على منبر الصديق في مدينة الباب كردي بلباس عسكري وكنت فخورا بهذه الخطبة الرائعة ببلاغة يحسد عليها حفظه المولى 

دخل الاديب الشيخ علي الطنطاوي رحمه المولى على قرية في أعالي الجبال يوم كان يدرس في العراق فوجد الأكراد وهم جالسون على الركب يدرسون النحو العربي والصرف من كتاب المغني لابن هشام فكتب مقالا حياهم وبارك عملهم 

إنهم يدرسون لغة العرب ، لأن القرآن عربي ، ومحمد عليه السلام عربي من بني هاشم 

عندما حكم القوميون العرب حرموا الأكراد في القامشلي وغيرها من الجنسية السورية لمدة اربعين عاما 

أما لما أستلم الحكم عرب مؤمنون كان هناك أربعة رجال رؤساء جمهورية لسوريا منهم الشيشكلي وحسني الزعيم 

وكان من الإخوة الأكراد علماء دمشق كرمضان البوطي ومفتي سوريا كفتارو وصهره محمد حبش 

بل إذا عددنا صالحي دمشق عددنا منهم رمضان البوطي وهو كردي 

وفي سفح قاسيون يقطن آلاف الأكراد في منطقة عرفت باسمهم ، لقد خطب ابنتي واحد من الاكراد فرحبت كل الترحيب ، فمع حبنا للاكراد وعلاقتنا الوطنية فصهرنا معلم للقرآن وعلومه من قرية قباسين وهو كردي أصيل بارك الله به وبجهوده 

أنا أحي كل كردي مسلم أينما سكن ، وأعتبر تاريخه تاريخي ، وأبطاله هم أبطالنا 

فقط نهمس في أذن الإخوة الأكراد العقلاء أن الاحتفال بعيد النيروز لا يليق بهم ولا بأبطالهم آل الزنكي والايوبي 

حبذا لو ألغوه من حياتهم وتمسكوا بأعياد الأضحى والفطر 

فقد اجتمع نفر من الصحابة وتفاخروا بأنسابهم وكان بينهم سلمان الفارسي فقال انا ابن الاسلام ؟؟ 

فبكى عمر رضي الله عنه وقال : أجل أنا ابن الإسلام 

أيها الاخوة الأكراد تعالوا ننشد معا : 

 أبي الإسلام لا أب لي سواه 

           إذا افتخروا بقيس أو تميم 

وطننا وأرضنا وسماؤنا وهواؤنا وتنفسنا هو : لا إله إلا الله ، من عمل بمقتضاها فهو أخ حميم ولو كان عبدا حبشيا 

ومن رفضها فهو عدو لدود ولو كان حرا قرشيا 

الاعداء يتربصون والروس ينتظرون ، نبينا المصطفى عليه السلام يقول ( ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية ) صحيح مسلم 

حذار حذار أن تنطلي علينا حيل الأعداء لتفريق أمة الإسلام ، ولتمزيق أمة الإسلام ، ولنتالف ولنكن عباد الله اخوانا ، ولنغرس في النفوس رابطة العقيدة ورابطة الولاء والبراء ، والحب في الله والبغض في الله ، فنحن امة اعزنا الله بالإسلام ، مهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله ، رضي الله عن فاروق الامة عمر 

ونفخر كمسلمين بالشيخ الدكتور علي القراه داغي الذي شهد له معظم علماء العصر بفقهه وعلمه وموسوعيته وتعمقه في فقه المعاملات ، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، ومؤسس الرابطة الاسلامية الكردية ، والخبير بمجمع الفقه الاسلامي ، صاحب كتاب ( فقه البنوك الاسلامية ) و ( فقه الشركات ) وعشرات الكتب الاسلامية ، نفخر به كأخ كردي مسلم .

ونحن في تركيا سلمنا زمام الثقافة العربية والإسلامية لشيخ كردي فاضل

 إنه الدكتور مصطفى مسلم مدير جامعة الزهراء بعنتاب وبئست أفعال الملحد صالح مسلم.

تحية لكل كردي مسلم يحب الله ورسوله 

والله اكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين

( الصورة للشيخ علي القراه داغي حفظه الله )

وسوم: العدد 657