الإبداع الأدبي لدى الأطفال
الطفل عندما يولد يكون له ميل فطري نحو اكتشاف الأشياء من حوله و يكون لديه تساؤلات و هذا شيء طبيعي، لكي يزيد في نموه المعرفي ، لكن عندما يبلغ عمر الأربع سنوات يحصل لديه تغيير سلبي فتصبح ردة فعله عنيفة .
على سبيل المثال عندما تأتيه بلعبة ما ، قد يرفضها و يكسرها و عندما تريد تنظيم سهرة عيد ميلاده تراه يغضب و يبكي و هذا أيضا طبيعي . هناك فترة تجده يوجه الكثير من الأسئلة التي قد يصعب الإجابة عليها .
فالطفل هنا يبدأ بالتصرف بسلبية، ويبدأ بالاعتماد على سلطة الآخرين ، فهو بحاجة إلى عناية مستمرة و زيادة مهاراته في الاكتشاف، والربط، والمقارنة، وربط المعلومات، فإذا لم يكن يعرف الإجابة الدقيقة، أو لم يفهم ما رآه بشكل كامل، فإنه يسأل و يكثر من الأسئلة و ينتظر شرح الآخرين كالوالدين أو المعلم ... انه بحاجة إلى إجابة تقنعه ...
كذلك الطفل يحتاج إلى بيئة تساعده على الكشف عن طاقاته الإبداعية ورعايتها مثل البيت و المدرسة و حذار من تجاهلها فلو تجاهل الأب أو الأم أو المعلم هذه الطاقات فان ذلك يسبب له تدميرا قد يكون سيئا و يؤثر على حالته النفسية و الشخصية .
التربية الإبداعية مهمة تساعد على توجيه الطفل نحوها، إذا ما لوحظ وجود ميول أدبية لديه مثل: كتابة أو قراءة قصة أ وشعر أو رسم فانه ينتظر التشجيع و الكلمة الطيبة .
وللأدب تأثير كبير على لغة الأطفال وتفكيرهم .. حتى يتشكل لديه حس و ذوق أدبي فني . . ففي البداية يسمع الطفل الأنشودة والقصة من الوالدين ومعلمة الروضة، وعندما يكبر يتعلم القراءة، و الكتابة ثم يقرأ بنفسه ما يختاره من القصص والأناشيد والمجلات وغيرها.
أما المدرسة فهي تلعب دوراً مهماً في الكشف عن طاقات الطفل الإبداعية، وتشكيلها، وتنميتها، ويمكننا أن نقول في هذا السياق إن الإبداع هو من أنواع السلوك التي يمكن أن يتعلمها الفرد.
فأدب الأطفال يمنحهم الثقة في النفس و يجعلهم يتفاعلون معه ، بل يمنحهم الرضاء و يزيدهم متعة و تسلية و يدخل على قلوبهم البهجة و الفرحة ، و ينمي فيهم الإحساس بالجمال و يقوي تقديرهم للغير و محبتهم لهم ، و يطلق العنان لمخيلتهم و طاقاتهم الإبداعية .
يعتبر أدب الأطفال شكل من أشكال التعبير الأدبي و الفني له قواعده و مناهجه حسب السن و حسب مراحل طفولتهم و هو ما يتصل بتقنية صوغ القصة أو فن الحكاية المسموعة ، فتراه يحس و يتخيل بما يتفق مع مداركه ، بحيث إن أدب الأطفال له آثار ايجابية في تكوين و بناء شخصيتهم و إعدادهم ليكونوا أدباء الغد ثم إن الطفل هو إنسان بحاجة إلى الاهتمام به حتى يتربى على قيم نبيلة ذات وظائف جمالية وأخلاقية و نمو لغوي سليم .
وسوم: العدد 659