أيها العالم السادي! ليس السوريون مازوشيين!؟
السادية والمازوشية صورتان من صور الاضطراب النفسي !؟
ففي السادية يتجسد التلذذ بتعذيب الآخرين !؟
وفي المازوشية يكون التلذذ بالألم الواقع على الشخص نفسه ، وبالاضطهاد عامة !؟
أما العالم الذي يتفرج على عذابات السوريين منذ أكثر من أربع سنوات ، فهو سادي بامتياز ! بل ويساعد في إيقاع الألم عليهم !؟ بل وفي أبناء جلدتنا من تكمن السادية في أعماقه ! وهو وإن كان لم تظهر عليه من قبل ؛ فلأ نه لم ير أحداً يمارسها عليه ، ولكن لما هُجّر السوريون من بلادهم ، وصاروا كالأيتام على مأدبة اللئام وجد ضالته فيهم ( وظُلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً - على النفس مِن وقْع الحسام المهنّد ِ)
وأما السوريون فما كانوا ، ولن يكونوا مازوشيين ، ولا رضوا يوماً بالاضطهاد لالأ نفسهم ، ولا لغيرهم !؟ وهم يقرؤون في كتاب ربهم : ولله العزّةُ ولرسوله وللمؤمنين ! وفي تحذير نبيهم صلى الله عليه وسلم ، بأن مٓن أعطى الذلة من نفسه فليس منه ! وفي كلام الخليفة الراشد ابن الخطاب رضي الله عنه : إني ليعجبني في الرجل إذا سيم خُطّة خٓسف أن يقول بملء فيه : لا !؟
أيها الساديون من الباطنيين الطائفيين المجرمين ، وياأبناء جلدتنا ممن قدّر الله أن يضطر أهلنا للجوء إلى بلادهم ، وياأيها العالم الأعمى الأصم الأبكم ! إنّ مايلاقيه السوريون من الآلام والعذابات !؟ لن يجعلهم ساديين في المستقبل ، ولن يرضوا لأحد أن يكون مازوشياً ، وهم قادرون على تحريره من اضطرابه !؟
لأن مافي نفوسهم من إيمان ، ومافي ذاكرتهم من إرث حضاري ، وما في الرسالة التي يحملونها للعالمين ! يمنعهم من ذلك !؟ ويتناقض مع دعوة نبيهم : الراحمون يرحمهم الرحمن ! ارحموا مٓن في الأرض يرحمكم مٓن في السماء !!
وسوم: العدد 663