كلمة معالي الأستاذ إياد أمين مدني أمام مؤتمر وزراء الخارجية التحضيري للقمة الإسلامية
الأستاذ إياد أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
القمة الإسلامية الثالثة عشر
اسطنبول: 15 أبريل 2016م
أصحاب السمو والمعالي،
أصحاب السعادة السفراء،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كم أعتز بهذه الفرصة لمخاطبة الاجتماع الوزاري التحضيري للدورة الثالثة عشرة للقمة الإسلامية، الذي يمثل محطة محورية للإعداد للقمة التي ستنطلق بمشيئة الله بعد يومين، وللتنسيق والتشاور بما يعزز العمل الإسلامي المشترك، وبما يخدم توحيد رؤيتنا حول القضايا الراهنة التي تواجه منظمة التعاون الإسلامي.
أود بداية أن أشكر الجمهورية التركية قيادة وحكومة وشعباً لحسن الاستقبال والاستعداد لاستضافة هذه القمة، وتطلعنا لدور بناء لتركيا وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان في رئاستها للقمة للعامين القادمين بإذن الله.
أحيي أيضاً الدور الهام الذي اضطلعت به جمهورية مصر العربية بإرادة سياسية ثابتة من قبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك في إطار رئاستها للدورة الثانية عشرة للقمة الإسلامية، وأثمن كل الجهود التي بذلتها لدعم العمل الإسلامي المشترك وتعزيز دور منظمتنا إقليمياً ودولياً.
كما أود أن أحيي دولة الكويت وأتقدم أصدق عبارات التقدير والامتنان لمعالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، لكل الدعم الذي تقدمه الكويت بصفتها رئيساً للمجلس الوزاري لوزراء خارجية المنظمة.
أصحاب السمو والمعالي،
أصحاب السعادة السفراء،
السيدات والسادة،
لابد لي من الإشارة لما يشهده عالمنا الإسلامي من قضايا وتحديات ونزاعات متعاقبة، وغياب حلول دائمة للأزمات المتراكمة؛ وما ينتاب هذه الصراعات والنزاعات من تشابك وتدخلات خارجية تزيدها تعقيداً وخطورة وتبعدها عن أفق التسوية. الأمر الذي يلزمنا بتكثيف الجهود للخروج بحلول عملية تستجيب لتطلعاتنا وتتماشى مع حقوق شعوبنا المشروعة في السلام والأمن والتنمية.
ولا ريب أن التصدي لظاهرة التطرف، والعنف، والإرهاب التي تعيق كل تطور وتطوير، وإصلاح وتنمية؛ وتصب في مخزون خطاب الكراهية للإسلام والمسلمين (الإسلاموفوبيا)، هو أولوية الأولويات؛ فإستمرار هذا التطرف فرق للنسيج الاجتماعي وتشكيك في الهوية والمعتقد، وإشغال عن قضايا تحقيق العدالة والتنمية والرفاهية.
كما أن القضية المركزية للمنظمة قضية الفلسطينية تراوح مكانها في ظل غياب الإرادة السياسية الكافية لتحريك عملية السلام؛
والمعاناة مستمرة للاجئين من أفغانستان وسوريا والصومال واليمن وغيرها من الدول؛
كما أن الانقسام الطائفي يحيق بنا وبفكر وهوية مجتمعاتنا وأجيالنا القادمة؛
والأزمات الاقتصادية تعمق من هشاشة الأوضاع الداخلية وتنتظر من يواجهها بجدية وشفافية.
نحن هنا اليوم جئنا لنوفر الإرادة ولنصنع القرار، ولنسهم في تغيير الواقع ونتجاوز الخلاف والاختلاف من أجل المصلحة الأعلى والأهم، ونمنح الثقة والأمل للشعوب التي تنتظر نتائج اجتماعاتنا، وما يتخذ فيها من قرارات نأمل أن تكون صائبة ومتبصرة. وأؤكد التزامي بالأمانة التي شرفتموني وكلفتموني بها وأجدد حرصي الدائم على تنفيذ قراراتكم ومتابعتها وتنفيذها طباقاً لمبادئ ميثاق منظمتنا؛ وأتطلع إلى الدعم المستمر للدول الأعضاء في تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه وإقراره في إجتماعات مجالس المنظمة المختلفة؛ ونأمل في أن تكون الخطة الإستراتيجية العشرية وثيقة نشعر جميعا بملكيتنا لها وحرصنا على تجسيد ما جاء بها واقعا على الأرض.
أصحاب السمو والمعالي،
أصحاب السعادة السفراء،
السيدات والسادة،
لا أود الإطالة خاصة وأن الفرصة ستتاح لي لمخاطبة القمة بخطاب ضاف يعبر عن نشاط المنظمة إزاء العديد من التحديات التي تواجه العالم الإسلامي وتواجه أعمال المنظمة اليوم؛ كما يشمل تقريري المرفوع إلى مقامكم الكريمة الحراك والنشاط الذي قامت به الأمانة العامة حول مختلف بنود جدول الأعمال. إلا أنه لا يمكن لي أن أختتم دون الإشادة الصادقة بالجهد الدؤوب والمضني والموفق الذي قام به كبار الموظفين على مدار اجتماعاتهم اليومين الماضيين. وأن أحي سعادة السفير أوميت يالسين على رئاسته لاجتماعات كبار الموظفين بكل اقتدار.
كان الله في عوننا جميعاً بما فيه صالح أمتنا ومجتمعاتنا وثقافتنا وهويتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وسوم: العدد 663