(هال شتات) أشهر قرية نمساوية ساحرة في العالم واستنسخها الصينيون

العالم بعيون كوردية

(هال شتات)

أشهر قرية نمساوية ساحرة في العالم

واستنسخها الصينيون

بدل رفو المزوري

[email protected]

النمسا\غراتس

(هال شتات) المنتجع الصيفي للامبراطورية النمساوية

(هال شتات) صنع في الصين

منذ آلاف الاعوام تطل القرية الساحرة(هال شتات) في اقليم النمسا العليا على ضفاف بحيرة(هالشتيتر)،القرية التي ابهرت البشر وتعد الذهب الابيض في اعماق سلسلة جبال الألب وهي بحد ذاتها ثروة قومية،فالبلدة الغريبة من نوعها والاشهر عالمياً في كل فترات التاريخ وظل اسمها مشهوراً.

(هال شتات) وتعني بالعربية مكان الصوت والرنين وبذلك غدت صوت التاريخ والطبيعة والجمال،وتعد من اجمل مناطق مقاطعة(سالزكامركوت)والتي تقع ضمن الاقليمين النمساويين(شتايامارك والنمسا العليا).بسبب الاهمية التاريخية والمكانة الانسانية والجمالية تم ضمها الى سجلات وقوائم التراث العالمي اليونسكوعام 1997 وبذلك تكون اضافة الى التحف الانسانية النمساوية في قائمة اليونسكو ومنها المدن القديمة في فيننا وسالزبورغ وغراتس وبحيرة نوي سيدل وقصر ايككن بيرك وجبل داخشتاين وسميرينغ نظراً لمكانة النمسا التاريخية والاهتمام الكبير بالطبيعة والتراث والاثار الانسانية.في هذه القرية الساحرة تم اكتشاف المقبرة التي ضمت 1500 قبراً والتي ترجع الى عصور قبل الميلاد وحيث الجماجم والعظام في دار ومتحف الجماجم .سياحة جميلة عبر القرية التي تطل على البحيرة واحضان الطبيعة الساحرة ،تشير الوثائق التاريخية الى قرية(هال شتات)بانها عاشت واستوطنت  قبل العصر الروماني(800400)قبل الميلاد.لقد كانت القرية ايام الامبراطورية النمساوية المقر الصيفي للامبراطورية وتحت امرة الامبراطور(فرانس يوسف).يمكن السفر بالباخرة من البحيرة الى بحيرة( فولفكانك) والى بلدة القديس(كيلكن) موطن ميلاد والدة الموسيقار الكبير(موزارت).من الاسباب التي تم ضمها الى قوائم التراث الانساني(اليونسكو)ترجع الى الجمال الاستثنائي الخيالي لطبيعة المنطقة والفريدة من نوعها بالاضافة الى الاهمية العالمية لمكانتها والى شهادات الانسان المبكرة فيها والمستمرة في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية،ففي هذه المنطقة كان الازدهار لقرون طويلة منتعش وعلى خطى التعدين عبر التاريخ القديم وفي هذه المنطقة ايضا خلفت وراءها ملامح الفن المعماري من ازمنة القوطي والباروك.

(هال شتات)القرية الصغيرة التي لايتجاوز عدد ساكنتها حسب اخر احصائية لها عام 2013 ب (795)نسمة ولكنها ادهشت العالم بسحرها وتاريخها وجمالها وتقع في منطقة(سالزكامركوت).تعد القرية التوأم الروحي لجبل (داخشتاين)ذو المجرى الجليدي في الجمال.تقع القرية على مساحة 59,72كيلومتراً مربعاً  وعلى ارتفاع 511 متراَ فوق مستوى سطح البحر. في (هال شتات)حيث المناظر الطبيعية والنباتات الفريدة من نوعها والمتسلقات على بيوت القرية ونوعية الحدائق الطبيعية ومكانتها في الخارطة السياحية في النمسا انشأت علاقة وثيقة ما بين الطبيعة والتراث الثقافي.تسمى المنطقة(سالزكامركوت)وتعني بخزينة الملح  والملح وصناعة الملح في هذه المنطقة لهما علاقة وثيقة بنمو الثقافة والتراث والحركة الثقافية .في هذه البقعة الجميلة من ارض النمسا العليا مدلولات واسعة بسبب طبيعة الملح واشكال الغابات الرائعة والساحرة التي ميزت المشهد الانساني وهناك امثلة كثيرة لاتعد في مجالات الادب في الفن والتاريخ والعلوم الانسانية والعادات والتقاليد والموسيقى،فهذه المشاهد ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة(هال شتات).تاريخياً .يعد منجم الملح في (هال شتات) من اقدم مناجم العالم ولازالت الحياة تنبض فيه ويدار لغاية اليوم فالاستكشافات الاثرية الغنية الاولى ترجع الى اوائل العصر الحديدي والتي تعد بدورها فترة ثقافية متكاملة (800400) قبل الميلاد والتي تسمى بفترة(هال شتات)وهذا المصطلح اطلق على القرية عالمياً،واخيراً تعد المنطقة اقدم مشهد ومكان صناعي في العالم.

(هال شتات)نسخة صينية وماركة(صنع في الصين)

الصينيون يتجولون في كل بقاع العالم ويحملون معهم كاميراتهم المحمولة ويقتنصون صور الانسان والبناء وكل ما يقع نظرهم عليه ولكن ان تستنسخ قرية كاملة وتشيدها في بلادك فهذا شئ اخر وهذا ما اقدم عليه الصينيون  مالم يتوقعه احد بعد ان غزت بضاعتهم اسواق العالم.شيد الصينيون قبل عامين نسخة من قرية (هال شتات )على شواطئ بحيرة صينية وبين جبال الصين واندهش النمساويون لدى سماعهم الخبر عن الافتتاح الرسمي والذي تم التخطيط له فترة طويلة ،من قرية (هال شتات)في النمسا صوب مقاطعة(كواندونك)في جنوب الصين.لقد كانت المشاعر عند سكان (هال شتات) الاصلية في النمسا مختلطة ما بين الرفض والرضا وانتشرت السياحة في جنوب الصين والتجأ الزوار في انحاء الصين لمشاهدة احدى تحف النمسا العالمية ولكن بنسخة صينية(صنع في الصين).استغرق العمل بهذا المشروع الكبير فترة طويلة وتم الاعداد له جيداً وقال لي احد المعماريين النمساويين بان الصينيون لم يتركوا شيئاً والان عرفت سرهم مع الابتسامة والكاميرة.لقد ركزت الصحافة النمساوية والعالمية على الافتتاح والقرية المستنسخة وذكر رئيس بلدية (هال شتات) لصحيفة العالم حول عملية استنساخ قريته من جبال الالب الى جبال الصين بانه عمل ذكي ومثير ولكنه خطأ!!يعد المشروع الصيني مركز ثقل الاثرياء ويسع ل 800ألف نسمة وقد كلف المشروع 650 مليون يورو.دائرة السياحة في منطقة(سالزكامركوت)صرحت بانه بعد الافتتاح الرسمي للمشروع الصيني كثرت حجوزات اكثر من 50 شركة سياحة لسفر الصينين الى قرية(هال شتات) لمشاهدة البلدة على نسختها الاصلية ولكن الجزء الكبير من الارباح يسلك دربه صوب جيوب الشركات الصينية.

(هال شتات) قطعة كبيرة من طبيعة وتاريخ النمسا في كل المجالات الانسانية والقرية اشبه بخيال وبطاقة بريدية ولكن الصينيون رحلوا بنسختهم الى الصين وكتبوا عليها(صنع في الصين)ولكن تظل (هال شتات) في النمسا النسخة الاصلية وهي الأصل.