البلاغة العربية
كم طربت وكم سعدت ببلاغة امرأة
وقفت أمام النبي العربي الهاشمي عليه الصلاة والسلام .
صاحبة البلاغة والفصاحة التي شهد بها أمثال الجاحظ في القديم ، والرافعي في الحديث
قالت رضي الله عنها ، ومن لم يطرب لبلاغة هذه العظيمة فليس عربيا ،
أو هو من أصول أعجمية ؟؟
أصيخوا سمعكم لبنت حاتم الطائي سفانة أخت عدي بن حاتم رضي الله عنه
يامحمد ( صلوا على العظيم محمد ) :
1 - أصاب الله ببرك مواقعه :
أي وقع لمن كان أهلا له ، الله أكبر ما أعظم هذا الكلام ؟؟
2 - ولا جعل لك إلى لئيم حاجة :
الله أكبر الموت ولا الحاجة إلى لئيم ؟؟
كبروا قبل ان تسمعوا كلمة سفانة رضي الله عنها وعن أخيها عدي ، لما سمع بقدوم جيش نبي الله محمد هرب ، وعاتبته أخته التي نسيها من هول الوقعة ، وقالت ياعاق تهرب وتتركني ؟؟
لكنها صارت في يد عظيم يحترم الأنساب وهو القائل عليه الصلاة والسلام :
( إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه )
رواه ابن ماجة في سننه ، والطبراني
من فقه التعامل أن يعرف الرجل أقدار الناس فينزلهم منازلهم ، لذا كان توجيه النبي عليه السلام فيما رواه عنه عبادة بن الصامت أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ( ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه )
رواه احمد والطبراني باسناد حسن
وقال عليه الصلاة والسلام :
( ما من مسلم يكرم ذا الشيبة إلا قيض الله له من يكرمه في سنه )
رواه الترمذي
ثم ماذا ياسفانة رضي الله عنها :
3- يامحمد لا سلب الله نعمة عن كريم قوم ( وضعوا خطا تحت كلمة كريم بل وخطين ) إلا جعلك الله سببا في ردها
سفانة العربية الأصيلة تخاطب سيد بني هاشم البلغاء الفصحاء ؟؟
فاخرت بأبيها وإليكم صفاته :
كان يفك العاني ( الأسير ) ، يحمي الذمار ، يقري الضيف ، يشبع الجائع ، يفرج عن المكروب ، يفشي السلام ،
يطعم الطعام ، لم يرد طالب حاجة قط ،
أنا ابنة سيد قومي ، أنا ابنة حاتم الطائي ، فامنّن علي منّ الله عليك
إنها سنن الإسلام ، أمر بها نبينا محمد عليه السلام ، يفشي السلام ويطعم الطعام وهذا شان الكرام في كل زمان ومكان .
صلوا على سيد البلغاء القائل :
ارحموا عزيز قوم ذل : أجل ارحموا من يستحق الرحمة
وغنيا افتقر : أجل ارحموا غنيا جنى عليه الزمان ، فكان كريما مضيافا ، يعين على النوائب ، ارحموه ، ارحموه ، أقيلوا عثرته ، ساعدوه ، خذوا بيده ، يا كرام البشر ؟؟
وارحموا ألف مرة ( عالما ضاع بين جهال ) والجهال هم السفهاء والسخفاء
والعالم الذي سهر الليالي من أجل العلم لييسر عسيره ، وليوطئ أكنافه ،
أيها العقلاء يقول نبيكم ارحموا واعينوا واكرموا عالما ضاع بين جهال ؟؟
والجاهل أحمق وسفيه ، البعرة عنده تساوي البعير ، والجاهل لايعرف رأسه من قدمه ، والله سبحانه وتعالى حذرنا منهم فقال :
( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
أي تركوهم واهملوهم
تباركت يارب العزة عندما أدبتنا بقولك ( وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه ( واللغو بضاعة الجهلاء ) وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين 55 القصص ) وهم الحمقى التافهين
أكثر ما أطربني قول سفانة رضي الله عنها ( لاجعل لك إلى لئيم حاجة )
وأنا أقول لمن يقرأ هذه الكلمات النيرة ،
كلمات إذا وقعت على أسماعنا ، كانت لنا من البلاغة تعبير وإنشاء
ولغة إذا وقعت على أسماعنا
كانت لنا بردا على الأكباد
أقول أجل ياأخي لا جعل الله لك حاجة إلى لئيم ، مت قبل أن تصل إلى هذه المتاهة ؟؟
قل معي رضي الله عنك ياسفانة ،
بلاغتها أنقذتها من الأسر ؟؟
ومن استجاب لبلاغتها إنه سيد البلغاء المصطفى عليه السلام فقال :
خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق .
إنه الهاشمي ابن عبد الله صلوات الله عليه ابن عبد المطلب الذي أخذ ابرهة جماله فجاء إلى باب الكعبة وأخذ حلقة الباب ونادى يارب العبد يمنع رحله ،
فامنع رحالك ؟
اللهم إن لك عباد خرجوا جهادا في سبيلك تكالبت عليهم قوى الكفر والشر والنفاق يريدون أن يطفؤ نورك وليس لهم نصير إلا أنت ، اللهم انصرهم وأيدهم بروح من عندك كما أيدت أهل بدر
اللهم إحفظ المجاهدين وثبتهم ،
اللهم لا تجعل للظالمين عليهم سبيلا ،
اللهم ألفّ بين قلوبهم واجمع كلمتهم
اللهم يامنزل الكتاب وهازم الأحزاب
اهزم الروس والمجوس ،
اهزم الظالمين ، ومن والاهم وأيدهم ،
اللهم شل أركانهم وأعمي أبصارهم
وشتت شملهم
يا أرحم الراحمين
اللهم إن الطغاة وجنودهم قد تجبروا وطغوا في الأرض وأنت الجبار في السماء اقصم ظهورهم ، وبدد جمعهم وشتت شملهم ،
اللهم نصرا قريبا ، يامن وعده الحق ، يامن لايعز عليه شيء ،
ياالله ، ياالله ، ياالله
والله أكبر والعزة لله
وسوم: العدد 667