من ما قال
الثورات نجحت بامتياز:
كثيرون يتحدثون عن فشل الثورات العربية. ربما فشلت في تحقيق أهدافها الأولية، لكنها في الواقع نجحت نجاحاً باهراً في زعزعة الأنظمة الحاكمة وتقويض أركان بعضها. في ليبيا لن يعود نظام القذافي ولا نظام مماثل. وفي أسوأ الأحوال سيكون نظاماً مختلطاً من القديم والجديد. وهذا يعني أن النظام القديم فقد سيطرته على ليبيا. وفي اليمن من المستحيل أن يُعاد انتاج نظام علي عبدالله صالح ولا يمكن للحوثين أن يحلوا محله مهما ساعدتهم إيران. وبالنتيجة سيكون هناك نظام جديد حتى لو كان فيه الحوثيون وبعض عناصر النظام السابق. لكن النظام القديم انتهى إلى غير رجعة. وفي تونس، مهما حاول الحرس القديم العودة إلى السلطة بطرق ملتوية إلا أن الشعب له بالمرصاد وسيكون بحاجة للقوى والأحزاب المعارضة الأخرى لتحمل المسؤولية معه، لأنه لوحده لا يستطيع أن يفي بمتطلبات الشعب الاقتصادية على اقل تقدير، ولا يريد أن يتحمل تبعات ثورة جديدة. وفي مصر، صحيح أن النظام القديم عاد اقوى، لكنه في خطر شديد إذا ظل على هذا المنوال، وسيضطر عاجلاً أو آجلاً إلى إشراك قوى كثيرة في السلطة لامتصاص التململ الشعبي وإرضاء المعارضة. وهو يحتاج لقوى جديدة كي تتحمل معه المسؤولية وخاصة اقتصادياً. وفي سوريا لو تجمعت كل قوى الأرض لن تعيد نظام الأسد إلى سابق عهده، فهو انتهى عملياً حتى لو استمر في القتال. لقد تحطم جيشه الفاشي وأجهزته الوحشية. واقتصاده أصبح في خبر كان. ومهما كان النظام الجديد في سوريا فلن يكون كالسابق الذي نفق إلى غير رجعة. ثم يأتي بعض المغفلين ليقول لك إن الثورات فشلت. لا لم تفشل. صحيح أنها دفعت أثماناً غالية. لكن متى حصلت ثورة في التاريخ دون أن تدفع ثمناً غالياً. هل تعلمون أن الثورة البلشفية من عام 1917 حتى عام 1923 أدت إلى مقتل 13 مليون روسي خلال ست سنوات؟ ولا ننسى المثل الشهير: لا يمكنك أن تصنع العجة دون أن تكسر البيض.
***
فيتنام قاومت الامريكيين وانتصرت عليهم، لكنها سرعان ما عادت الى الحضن الامريكي من البوابة الاقتصادية، فأصبحت مركزاً لمصانع الببسي والكوكاكولا والالبسة والاحذية الرياضية. فشلت امريكا في استعمار فيتنام عسكرياً، لكنها عادت واستعمرتها اقتصادياً، بحيث اصبح الفيتناميون مجرد أجراء في المصانع الامريكية داخل فيتنام نفسها. رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، ثم يأتيك بعض القومجيين السخفاء ليناطحوا امريكا وهم ليسوا قادرين على توفير الماء والكهرباء والبصل لشعوبهم، كنظام ذيل الكلب في الشام وشركاه.
***
الفريق الإسرائيلي داخل النظام السوري هو من أوصلنا إلى هنا:
هناك فريقان داخل القيادة السورية وهذا مؤكد. الفريق الإسرائيلي والفريق غير الإسرائيلي الأقرب للوطني. عندما اندلعت الثورة حصل صراع بين الفريقين: الفريق الإسرائيلي طالب فوراً بإنزال الجيش إلى الشوارع والتصدي بالحديد والنار للشعب السوري وسحقه وقتله وتدمير بيوته. وحاول تأجيج الوضع بدل احتوائه سلمياً والاستجابة لمطالب الناس. أما الفريق الثاني فقد طالب بالروية والهدوء والمصالحة بين النظام والشعب. لكن الغلبة كانت للفريق الإسرائيلي داخل النظام. ومن خلال تحرياتي كان الرئيس السوري ضائعاً بين الفريقين. ويقال إنه كان أقرب بكثير لفريق المصالحة وتهدئة الأمور، لكن الفريق الإسرائيلي استطاع أن يقنعه بضرورة الحرب على الشعب. ومن الواضح أن الرئيس انساق وراء الفريق الإسرائيلي رغماً عنه. ولو انتبه الرئيس للعبة مبكراً لاجتث كل الضباط والجنرالات الذين غرروا به ودفعوه للتصعيد. الفريق الإسرائيلي داخل النظام هو ألد أعداء الأسد والشعب السوري. وكل من أجج الوضع بين النظام من جهة والشعب والإعلام من جهة أخرى هولاء هم المجرمون الحقيقيون الذين أرادوا لسوريا أن تصل إلى هنا تنفيذاً لمخططات أسيادهم في الخارج. والعجيب أن الفريق الإسرائيلي مازال يدير دفة الأمور في سوريا كوفيق ناصر وجميل حسن وأمثاله. وكل من نادى بالحل السلمي قاموا بتصفيته أو أحالوه إلى التقاعد في أحسن الأحوال كي تصل الأمور إلى هنا لأن المطلوب تدمير سوريا وتشريد شعبها. والأيام ستثبت ما نقول.
***
إيران تستعد لاحتلال الفلوجة..
الأكراد يستعدون لاحتلال الرقة..
والعرب يستعدون لباب الحارة الجزء الثامن....!!!!!
***
سي أن أن تقول إن القسم الغربي من سوريا المحاذي لإسرائيل ستحكمه إيران.
تصوروا أن إيران ستصبح جارة إسرائيل. ويحدثونك عن المماتعة والمقاولة.
لو كانت إسرائيل تخشى من إيران وميليشياتها لما سمحت لها بأن تصل إلى حدودها
وسوم: العدد 670