الأتارب الجميلة ! مـٓن الذي غيّر لون الصورة في خاطري !؟
مررت بالأتارب مرات في طريقي لزيارة إحدى شقيقاتي في المنطقة ، وزرتها مرة واحدة مع بعض أصدقائنا بدعوة من مدير الثانوية الأخ فاروق محمد علي الغباري - رحمه الله تعالى - في السبعينيات ، وكانت مناسبةً جمع فيها الطلاب ، فألقيت عدداً من القصائد في ساحة المدرسة ، إذ كان فصل الربيع الجميل قد أفاض على البلدة حللاً من الجمال ، فبقيت صورتها الجميلة والمناسبة السعيدة في خاطري أكثر من ثلاثة عقود ، لتتحول إلى ذكرى غالية تركن في أعماق النفس !
ولكن هذه الذكرى الصورة البديعة التي حملت ألوان الطيف ، جاء اليومٓ الحقدُ الباطني والإجرام البوتيني الروسي ليرسمها أمام عينيّ حمراء دامية بلون الغروب والشقق ، بعد ثلاثين غارة حاقدة على شعب آمن مضياف ، وقد تناثرت الجثث ، وغسلت الدماء شوارعها وأزقتها ، ولوّنت أرضها الطاهرة المعطاء بالأحمر القاني ، كما لوّنت وتلوّن كل يوم وساعة مدن وبلدات وقرى سورية !؟
أيها المرتزقة الحاقدون القادمون من أوكار الصفويين إلى قتل أهلنا وقهرهم و تهجيرهم !
أيها الناقمون على الشرف والعروبة والإسلام من ذراري الشعوبية الباطنية المحتلة لأرض الشام ، المتورطون المؤتمرون بأمر أهبل القرداحة وأسرته وعشيرته !؟
أيها الصابرون المصابرون في مدن الشام وريفها وبلداتها ! لن تطول المِحنة ، فارتقبوا فجر النصر والكرامة والحرية ، وأذان التحرير وإن غداً لناظره قريب ! وحاشا لله أن يضيّع دماء شهدائكم ، وثواب صبركم وثباتكم !
وسوم: العدد 678