المستكثرون على العلماء !؟
يستكثر بعض الناس أن تمنح الجوائز المادية القيمة للعلماء؟ وهم الذين قضوا حياتهم في الدرس والبحث والتعليم، وأذكر في ذلك جائزة دبي للشخصية الإسلامية العالمية التي منحت للمرحومين الشيخ محمد متولي شعراوي، وأبي الحسن الندوي، ثم للدكتور يوسف القرضاوي، مع أن هؤلاء الأفاضل قد جعلوا ما نالوه في خدمة المسلمين، إما في إقامة مركز صحي مجاني كما فعل الشعراوي، أو في دعم مؤسسات تعليمية كما فعل الندوي، أو لحفز الموهوبين ودفعهم لخدمة أمتهم كما فعل القرضاوي، وجميعها تصب في خدمة الناس، وتعود عليهم بالنفع، ويبقى الأجر وحسن الذكر لمن أوقفها وجاد بها، وهي جوائز تمنح عادة مرة أو أكثر وقد لا تتكرر، ولكن هؤلاء المستكثرين يغفلون عما يتقاضاه من يعرفونَ بأهل الفن ولو بلغ ما بلغ؟! حتى إن هذا الصنف يعدّ صاحب أعلى دخل في العالم العربي (صحيفة النخبة العدد 127) فإحداهن على سبيل المثال، وعلى ذمة مصدر في مكتبها بلغ دخلها لشهر يناير من عام 2001 مليونين ونصف مليون جنيه، ثلاث حفلات في ثلاث عواصم عربية بمعدل (300) ألف لكل حفلة، و(450) ألف أجرة إحياء حفل زواج لأحد الأثرياء و(250) ألف لأغنية ستظهر في شريط، و(200) ألف مع ساعة مرصعة بالماس قيمتها (150) ألف لقاء إحياء حفلة زواج!! وسيارة بي إم دبليو موديل 2001، سعرها يتجاوز (300) ألف في إحياء حفلة خاصة في مخيم خاص لواحد من أكابرهم!!
في كل دول العالم يقاس تقدم الشعوب بما لديها من علماء، وبما تنفق على الأبحاث المختلفة، ويعرف مدى تحضرها بما يكتشف هؤلاء، وبما يقدمونه للإنسانية! يقول د. مصطفى السباعي –رحمه الله- "نحن في حاجة إلى مخترعين ومخترعات أشد من حاجتنا إلى فنانين وفنانات، ومع ذلك فكل الجوائز وكل الفرص وكل الأنوار تسلط على هؤلاء، ويحرم منها أولئك"
فمتى نقيس الأمور بمقياس الحق والعقل ، وهو مقياس بلغنا به أعلى ذروة يوماً ما؟!!
وسوم: العدد 678