السّلاليون الإماميون والعِلْم في اليمن، ضدااااااااااااااان لايجتمعان ‼️
فعبر تأريخ اليمن ، كفّر السّلاليّون ، رجال العلم والفكر ، بل وقتلوهم ، واستباحوا دماءهم وأعراضهم .
ألم يصدر الإمام أحمد بن سليمان في القرن السادس الهجري ، فتواه بذلك من خلال قاضيه الفارسي ، عبدالجبار بن أحمد الأبناوي ، في كتابه ؛ " مقاود الإنصاف في تكفير الُمطَرَّفِيَّة الطغام " ، لأن المطرفيّة رغم كونهم زيديّة هادويّة ، لكنّهم تحدّثوا في أمور الطبيعة وظواهرها ، وكيفية سقوط الأمطار مثلاً .. ولم يعترفوا بالتميّز السّلالي ، الذي توسعت أدبياته ، بعد إحضار هذا القاضي لكتب السلاليين المطوَّرة والمتوسّعة في المفهوم السّلالي من بلاد فارس .
لقد كان السّلاليون في اليمن حتى هذه المرحلة من القرن السادس ، يكتفون بطرح شرط البطنين لقيادة الأمّة ، أما بعد إحضار الكتب من بلاد فارس ، فقد توسّع السّلاليون هناك في طرح هذا المفهوم ، ليشمل القيادة السّلالية للأمّة ، في جميع مناحي الحياة ؛ السياسيّة والعلميّة والدينيّة ، فلم تعد السّلالية منحصرة في مرحلة القرن السّادس الهجري على القيادة السّياسية فقط .
وهذه العدوى السّلالية الجديدة المنقولة إلى أرض اليمن من فارس ، كانت خطيرة لأنها قسّمت المجتمع الى طبقتين متصارعتين ؛ الأولى طبقة الأقلية السُّلالية " السّادة " ، وهم من يتمتع بالحقوق المتكاملة ، في المجالات السّياسيّة والدينيّة والاجتماعيّة والعلميّة ، والسادة هؤلاء ، هم القادة الرّادة للطبقة الثّانية من المجتمع ، وهي طبقة الغالبية السّاحقة من غير السّلالة في المجتمع ، والتي كان معظم رجال المطرّفيّة منها .
وبعد الإمام ابن سليمان جاء الإمام عبدالله بن حمزة المتوفي في أوائل السّابع الهجري ، ليعلن صراحة ، أن رجال الفكر من المُطَرَّفيّة ، وسمّاهم بالطبعيين ، قد كفروا كفراً ، يفوق كفر اليهود والنصارى ، بل والمرتدّين .
وأفتى باستباحة دماءهم وأموالهم وأعراضهم وهدم مساجدهم وهجر علمهم " المدارس " .
وقال أن من شكّ في كفرهم فهو كافر مثلهم ، ومن تاب منهم فلاتقبل توبته بل يقتل .
وقد وزّع نساءهم على رجالة ، مهتوكة أعراضهن ، مستباحة فروجهن .
كلّ هذا مذكور في كتبه هو ، التي نشرها السّلاليون الجدد في مكتبة الإمام زيد بصنعاء ، بجوار جامعة صنعاء القديمة !!!!
وقد ذكر والدي رحمه الله ، في كتابه " اليمن الإنسان والحضارة " ، أن ابن حمزة هذا ، قتل مأة ألف من رجال المطرّفيّة ، وهو مااستبعده الطيّبون ، قبل فتنة الحوثة ومجازرهم ، أما اليوم فقد رأى الطيّبون الإجرام أمام أعينهم .
أما في تأريخ اليمن المعاصر ؛ فبعد خروج العثمانيين من اليمن ، فقد حوّلت المدارس المتعددة للذكور والإناث ، حوّلت في فترة الإمام يحيى ، الى إسطبلات للخيول أو مخازن أو مساكن للعكفة " العسكر الإمامي " ، أو دور للبردقان وصناعته .
أما الإمام أحمد ؛ فيكفيه أنه قتل وسجن وشرد رجال الفكر ، في نكبة فكرية تحت مسمى ، الثأر لأبيه يحيى ، بعد فشل ثورة 1948. وكان قبلها يتوعد بمن سماهم بالعصريين ، أي رجال الثفافة والإطلاع .
والوثيقة المكتوبة بخط أحمد زبارة ( المفتي ) ، صهر الإمام أحمد ، والتي نشرها المؤرخ إسماعيل الأكوع في كتابه الموسوعي " هجر العلم " ، تبين عمق العداء للعلم ورجاله عند السلاليين ، وكان زبارة يخاطب بلسان الإمام ، الزبيري والنعمان ومن معهم من الأحرار ورجال الفكر .
أما السّلاليون الحوثة الجدد ، فحدّث ولاحرج في عدائهم للعلم ، من تفجير المدارس والمساجد ، ومطاردة أستاذة الجامعات اليمنية ، وتسليط جُهالهم الأطفال المسلحين عليهم ، داخل الحرم الجامعي وخارجه ، وجامعة صنعاء خير شاهد اليوم ؛ فالدكاترة يُخرَجون من الجامعة ، ويحل محلهم الُمبَرْدَقون .
ويكفي أن الدكتور السّلالي ، الذي علّمته ودرّسته الجمهورية ، يتحول الى عبد تابع لأميّ ، يعرف ب " صاحب الملازم " ، ثم لأخيه الغِر المختبيء في مرّان .
أليس السّلاليون والعلم ضداااان لايجتمعان⁉️
* مراجع :
فتاوى الإمام عبدالله بن حمزة ، تحقيق عبدالسلام الوجيه .
الحدائق الوردية للمُحلّي ، إخراج د المرتضى المحطوري .
كلاهما من منشورات مكتبة الإمام زيد بجوار الجامعة القديمة .
وسوم: العدد 683