همسة في أذن الآباء والمربين
إن الشباب في كل أمة هم أعمدة نهضتها وحماة ذمارها وبُناة أمجادها ووقود عزتها وكرامتها. والشباب أولى ما يجب أن يهتم به المربون ويفكر به القادة والمصلحون.
وإذا رأيت شباب الأمة جاداً وصالحاً فهذا مؤشر على سلامة تفكير تلك الأمة وحسن مسيرتها، وهو إرهاص بالمستوى الحضاري الذي تتبوؤه بين الأمم آناً ومستقبلاً.
ويوم تجد الشباب تائهاً هائماً هازلاً عابثاً ضائعاً فتلك هي الكارثة للأمة حاضرها ومستقبلها.
أما الدعاة والمربون والقادة والمفكرون فيجب أن تكون بيوتهم وأسرهم وأبناؤهم وبناتهم القدوة الحسنة والمثال المحتذى سيرة وخلقاً وأدباً وعلماً وطموحاً وجدية وصدقاً وإخلاصاً وربانية.
وإن لم تكن بيوت الدعاة هكذا فيا حسرة على العباد!!!
وإن الناس بغنى عن الفلسفات والصناعات الكلامية المنمقة، وهم أشد غناء عن الخطب والمواعظ المزخرفة. وهم لا يهمهم في قليل أو كثير الألقاب والأوسمة والشهادات العالية التي يحملها أصحاب الفضيلة.
إن الأمة بحاجة إلى المُثُل العملية المخلصة الصادقة التي تفرض على الناس الثقة بها وبالمبادىء التي تدعو إليها.
وإن بيت الداعية هو محط الأنظار ومقصد الآمال فهل يفطن الدعاة لذلك؟
وهل تستجيب المناهج التربوية لهذه البدهية الضرورية؟
وهل ندرك أسباب الأخفاق في هذا الميدان ونصدق في معالجتها؟
وهل نحن راضون عن بيوتنا وأولادنا وعن مستواهم التربوي؟
وهل يقلقنا مستقبل أولادنا التربوي والأخلاقي والديني أكثر أم تأمين مستقبلهم المادي؟
وهل يتميز أولادنا عن سائر الناس بآدابهم وأخلاقهم وطموحاتهم؟
وهل نعتز بأبنائنا وبإنتمائهم وبمستوى تفكيرهم وإهتماماتهم؟
وهل تتجافى جنوبنا عن المضاجع في الأسحار وتذرف عيوننا الدمع ونحن ندعو الله بصلاح أهلينا وذرياتنا؟
وهل حمّلنا أولادنا الرسالة التي حملناها وضحينا في سبيلها بالكثير؟
أم أننا ندمنا على ما فرطنا ويحرص بعضنا ألا يقع أولاده فيما فرط فيه هو من قبل؟!!!
إنها تساؤلات جادة وخواطر تلح على النفس وهي صدى للواقع الذي تساهل فيه الكثيرون. وربما فرّط فيه الأكثرون.
ولا أعمم فما زال في الساحة أخيار، وما زال في القوس منزع، وما زال الكثيرون من الشباب على الفطرة السليمة وإنما ينقصهم الرعاية المخلصة الجادة والواعية فهل يقوم الآباء والمربون بذلك؟
وسوم: العدد 684