لماذا يضرب عباس السيد ورفاقه من أجل الإداريين
لماذا يضرب عباس السيد ورفاقه
من أجل الإداريين
فؤاد الخفش
عجيب أمر هذا الرجل الرابض في زنزانته شبه الانفرادية منذ عقد في سجن هداريم المعد لأخطر الأسرى وللقيادات المطلوب عزلها عن العالم، يبحث عن المتاعب ويقرر أن يضرب عن الطعام وهو المحكوم بالمؤبدات التي لا تعد ولا تحصى تضامنا وإسنادا لأسرى إداريين أقصى مدة يمكن أن يمضوها بضع سنوات.
سألني سائل ما هو الدافع الذي دفع عباس للدخول في هذه الخطوة وهو رئيس الهيئة القيادية العليا والشخصية الاعتبارية الأبرز في السجون وهو الذي تطلب أكبر الرتب العسكرية في دولة الاحتلال الجلوس معه وتخشى من غضبته.
وسألني أيضا لماذا يقوم عباس بنفسه بالإضراب عن الطعام ولم يمض على إضرابه الأخير سوى فترة بسيطة ولماذا يحب أن يلقي بنفسه في أتون المعارك والإضرابات، أليس الأفضل أن يطلب من غيره التصعيد والتضامن وأن يجلس هو ليدير المعركة فالأسرى بحاجة له ؟؟
أسئلة كثيرة تلك التي وجهها لي منتقدا الخطوة التي بدأها عباس بشخصه ومكانته، بهدف الدعم والإسناد للأسرى الإداريين ، قلت له لن أجيبك الآن على ما ذكرت سوى بكلمة واحده لا يحق لقاعد أن ينتقد عامل ومجاهد وقررت أن أكتب لكم عن قرار عباس السيد.
يا سادة عباس السيد ليس من ذلك النوع من القادة الذين يعطون الأوامر للجند دون أن يتقدموا الصف ويبدؤوا بأنفسهم لأن القيادة قدوة.
يا سادة عباس السيد ليس من ذلك النوع من القادة الجالسين في أبراج عاجية تحرك الناس عبر الهاتف أو البريد وإصدار القرارت والاستعجال في انتظار الإجابات، وإذا ما تأخرت النتائج يهيج ويميج ويصرخ ويأمر.
عباس السيد ليس من الذين يعشقون الصور والتقاطها مع ابتسامة عريضة بعد أن يعدل هندامه ويتخذ موقع مناسب ليظهر وكأنه صاحب المكان والفكرة.
يا سادة عباس السيد لا يملك حساب خاص على الفيس بوك يصدر من خلاله الأمر ، وينتقد غزه ويحرض الضفة ويصحح مسار غيره عباس السيد لا يتمترس خلف جهاز حاسوب من خلاله يصدر الأوامر ويصدر الأفكار.
يا سادة عباس السيد قائد لم يرفع منذ عقدين كاملين وأكثر الراية البيضاء ولم يقل آن للمجاهد أن يرتاح، ولبيتي علي حق ولأطفالي واجب.
يا سادة عباس السيد لا يتقن الاختفاء خلف الجند بل هو الذي يتقدم الجند ويقول لمن حوله من أراد الالتحاق فليلحق بي ويمضي دون أن ينظر للخلف.
يا سادة عباس السيد يتنقل من سجن لآخر ومن معركة لأخرى ومن موقع قيادي لموقع قيادي آخر ، ومن قائد خارج السجون لقائد داخل السجون لا يستكين لا يلين لا ينظر للخلف لا يطلب الشكر لا يطلب نشر صوره لا يحب أن يكتب عنه عباس يا سادة قائد.
يا سادة عباس السيد قرر الدخول في معركة ليست معركته الشخصية وقرر أن يضحي بصحته واستقراره داخل السجون وزيارته لطفله عبد الله من أجل معتقل إداري عمره 22 عاما مضرب عن الطعام معزول في زنزانة انفرادية ليقول له لن أتركك تجوع لوحدك وأنا المكلف في متابعة أمور جميع المعتقلين.
يا سادة عباس السيد لا يريد لشريحة من المعتقلين أن يستفرد بها السجان فقرر ورفاق دربه الدخول في هذه المعركة ليكون ومن معه القدوة للجند ولعله يرسل نموذج لباقي القيادات لتعلم فن القيادة.
أعلمتم يا سادة لماذا أضرب عباس السيد ومعه القائد العملاق حسن سلامة ومحمد صبحة ومحمود شريتح ومعتصم سماره والتي تنطبق كل كلمة في هذا المقال على كل شخص منهم؟؟
هذا هو القائد الذي ننشد ونحب عن هذا النوع من الرجال نبحث عن نوعية كنوعية عباس السيد قائد في زمن عز فيه القادة فلك أبا عبد الله الحب والتقدير والتحية ونقدر جيدا أنك تخوض معركة ليست معركتك ولكن القائد الذي لا يترك جنده وحيدين في المعركة.