رسالة إلى نضال الأحمدية للكاتب الجزائري كعبان

تحية تليق بكم

بعدما تم نشر الرسالة التي وجهها الأستاذ الأكاديمي والكاتب الصحفي الجزائري عبد القادر كعبان إلى الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية قامت هذه الأخيرة بالرد على ما كتبه ونشر عبر صحيفة الفكر الجزائرية كما يلي:

ردي باختصار هو: نعم نحن من نصنع حياتنا.. نحن من نصنع أقدارنا وقدراتنا.. وإلا فكيف يحاسبنا الله على ما يفعله هو إذا كان كل ما نقوم به بإرادة منه؟ هل يحاسب الله إرادته؟ أم أنه خلقنا على أفض تكوين وسبهنا به كي نكون خير إنسان بأفعاله وإرادته وسيرته وسلوكه. الآيات المذكورة في النص مثل: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ"، لا تعني القَدَرَ بل تعني القسطاس والعدل وما يتلاقى مع النظريات العلمية الحديثة حول أسرار الكون. أنا لست مسلمة لكن القرآن كتابي وكل محاولات منكم للإسساءة لي ولعملي فلأنكم تجهلون ماذا تعني الصحافة كصناعة ولم تتلقوا علومكم من أهم المدارس الإعلامية في العالم. شكرا لمن أراد أن يفهم.. وسلام على الأغبياء الذين يحمون عليّ دون محاكمة..  نضال الاحمدية

ثم عاد الأستاذ عبد القادر كعبان وعلق على رد الإعلامية نضال كما يلي:

تحية سلام

أولا أشكرك جزيل الشكر يا مدام نضال على ردك المختصر حول تلك الرسالة البسيطة وأكرر لك الشكر لأن ذلك يجعلني أتعلم وأنتبه إلى أمور قد تناسيتها لكن ما جاء عن القدر في القرآن يختلف اختلافا كبيرا عن ما ذكره الرحمن فيما يخص القسطاس والعدل وهذا حسبما جاء على لسان جمهور أهل الاختصاص من علماء ديننا الحنيف، المهم أن ما سأقوله لأوضح نقطة القدر الذي أكرر أن الله يسيرها بحكم ما ذكره نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولنا الاختيار في ذلك مصداقا لقوله تعالى "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" وهنا أصول العدل والقسطاس الذي أشرت إليه في رأيك يا مدام نضال بمعنى آخر الإنسان كما قلت أنت يحرك قدره بيديه وهذا ينبع من إرادته وعقله وحواسه لكن يظل الله متحكما في ما كتبه له أو بالأحرى يتخذ له مسببات وقد أعطيك مثالا في سير الناس ذكره الله في شأن عبده وكليمه موسى عليه السلام "فلبث سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى" بمعنى أنه جاء موافقا لقدر الله وإرادته من غير ميعاد وهذا دليل قاطع بأن الله يسير عباده بأمور قد لا تظهر لنا كبشر وتبقى في غيبيات القادر سبحانه وتعالى ورغم كل ذلك أريد أن أقول لك جزاك الله خيرا فقد جعلت من العبد الضعيف كعبان يعيد النظر في العديد من النقاط المهمة في مسألة القدر غير أن ما قلته عن أنني أنوي الإساءة لشخصك الكريم والمساس بعملك الصحفي غير صحيح البتة لأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يشهد على ذلك. عليك أن تعلمي يا سيدتي الفاضلة أن الله قد يجعل لنا سبلا في الحياة قد تكون لنا نورا في حياتنا حتى لو رأينا أنها قد تكون لنا ضررا لكن هي بخلاف ذلك تماما لربما كلامي قد لا يكون سوى جنون علني كما يقوله عني الناس دائما لكن أختم بقوله تعالى "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين" نسأل الله لنا التوفيق جميعا لما يحبه ويرضاه سيدتي الكريمة نضال الأحمدية

مودتي الخالصة

كعبان

 

شكرا على دعمكم المتواصل للأقلام الشابة المبدعة

بالتوفيق

أ. مصطفاوي (صحفية جزائرية)

وسوم: العدد 689