حملة مغرضة ضد الإسلام تحت ذريعة مناهضة العنف الإرهاب
يلاحظ المتتبع لبعض ما تنشره بعض وسائل الإعلام الرقمية والتلفزية والورقية في الوطن العربي استهداف الإسلام تحت ذريعة مناهضة العنف والإرهاب الذي تمارسه بعض العصابات الإجرامية والتي صنّعت مخابراتيا من أجل تشويه الإسلام . وكنموذج لهذا الإعلام المستهدف للإسلام نذكر الإعلام المصري حيث استحوذ الانقلابيون على معظم الفضائيات من أجل تسخيرها كأبواق دعاية لصالحهم . وتعمل بهذه الفضائيات شرذمة من خدام ومتملقي متزعم الانقلاب الذين يقضون معظم وقتهم في نباح مسترسل لا يفتر ضد كل من وما له علاقة بالإسلام ، ويديرون حربا إعلامية ضد عدو يتوهمونه كما كان دونكشوت يتوهم الطواحين الهوائية أعداء له فيحاربهم . ومعلوم أن السر وراء خلق النظام العسكري الشمولي المنقلب على الشرعية والديمقراطية في مصر للإعلام الذي صار يستهدف الإسلام هو الخلاف السياسي مع حركة الإخوان المسلمين وحزبهم حزب الحرية والعدالة . ولقد تلقف الانقلابيون قضية الإرهاب الذي تمارسه عصابات إجرامية باسم الإسلام فلفقوا تهمة الإرهاب ل خصومهم من حركة الإخوان ولحزبهم ،علما بأن العصابات الإجرامية لتنظيم ما يسمى داعش تجاهر بعداء الإخوان المسلمين ، وقد بثت وسائل الإعلام مؤخرا فيديو مسجل لمتزعم هذا التنظيم الإجرامي ينال فيه من حركة الإخوان المسلمين ،الشيء الذي يدحض ادعاء الانقلابيين في مصر بأن حركة الإخوان المسلمين هي حركة داعشية كما يزعمون . ومما تبثه الفضائيات الانقلابية حوارات تجرى مع بعض الفئات المعروفة بعدائها لحركة الإخوان ولعموم الإسلاميين من المحسوبين على الفكر والثقافة والفن والإعلام وغير ذلك . ويخوض هؤلاء في قضايا العنف والإرهاب ويربطونها بالإسلام . وينطلق خوضهم من كون العصابات الإجرامية باسم الإسلام تستدرج الشباب لممارسة العنف والإرهاب بذريعة الجهاد ، وتغريهم بجزاء الآخرة وبالجنة ،وتحديدا بالحور العين . ولقد قدمت إحدى الفضائيات حوارا مع إحدى المحسوبات على الفن تناولت فيه موضوع وضعية المرأة العربية وما تعانيه في نظرها من خضوع لثقافة البداوة الذكورية العربية التي تحتقر المرأة وتعتبرها عورة من قنة رأسها إلى أخمص قدمها . وفي سياق حديثها ذكرت أن الشباب العربي الذي يعاني الكبت الجنسي والذي لا يجد إشباعا يستدرج إلى موضوع الإشباع في عالم متخيل هو العالم الأخروي الذي يوفر للرجل العربي قطيعا من الإناث يوصفن بالحور العين . ولم تتردد هذه الفنانة في نفي وجود الحور العين ، وتكذيب الوحي بل اعتبرت موضوع الحور العين مجرد فهم بدوي كان منذ أربعة عشر قرنا لكتاب الله ، وهو كتاب أسمى من أن تستوعبه الأفهام القديمة ، واعتبرت أن الحور العين الواردة في القرآن الكريم تعني أشياء أخرى غير نساء الجنة ، وتزعم أنها تنزه الله عز وجل أن يخوض في عبث من خلال توفير قطعان النساء للرجال في الجنة منكرة ما جاء في القرآن الكريم بحجة أن من حقها أن تفهم هذا الكتاب كما تشاء، ومن حق غيرها ذلك أيضا لأنه كتاب يساير ما يطرأ على حياة الناس في كل عصر ، ولا يمكن أن يثبت على فهم معين . فهذا نموذج من نماذج تناول الإعلام المأجور لموضوع الإسلام بغرض النيل منه تحت ذريعة مناهضة العنف والإرهاب . ولا يقتصر هذا النموذج على الإعلام المصري بل هو منتشر في عموم الإعلام العربي حيث سنحت الفرصة لكل من يختلف مع مبادىء الإسلام من ملحدين وعلمانيين وإباحيين ومثليين ...للنيل منه تحت ذريعة مناهضة العنف والإرهاب والدفاع عن الحريات ومؤازرة المرأة ... وغير ذلك من الشعارات، وهي مجرد أقنعة يتقنعون بها لتبرير الخوض في موضوع الإسلام بنوايا مبيتة الغرض منها النيل منه بشكل أو يآخر. والمثير للسخرية أن بعض هؤلاء وأمثالهم مع أنهم يجهلون الإسلام جهلا فظيعا ،ولا يجيدون قراءة نصوص القرآن والسنة بل لا يعرفون مضامينها ، ويخلطون ويخبطون فيها ، ومع ذلك يظنون بأنفسهم العلم والفهم والدراية بالإسلام بل يذهبون أبعد من ذلك حين يظنون أن فهمهم له هو الفهم الصحيح ، وأن غيرهم جاهل به لا علم ولا فهم له . ويدفعهم غرورهم إلى تسفيه أهل العلم قديما وحديثا والسخرية من علمهم وإنكاره بل ونفيه نفيا قاطعا . ومعلوم أن هؤلاء إنما هم ببغاوات تجتر ما تم تصنيعه في المختبرات العلمانية الغربية من كيد مبطن للإسلام تحت ذرائع تم تسوقيها إعلاميا للنيل منه ، فوجد هذا التسويق ضالته في النفوس المريضة التي تحاول تبرير انحرافها عن تعاليمه من خلال عملية تطويعه لأهوائها ، ذلك أن السافرة من النساء تحاول الدفاع عن سفورها من خلال مهاجمة اللباس الذي شرعه الإسلام للمرأة المسلمة . والزانية منهن تحاول التمويه على انحرافها بالدفاع عن حرية المرأة في جسدها . والشاذ جنسيا يحاول تبرير انحرافه الخلقي من خلال الدفاع عما يسميه الحق في المثلية والحرية الجنسية بين الجنس الواحد أوالمثلي . وشارب الخمر يحاول التمويه على انحرافه أيضا بتبرير تعاطي أم الخبائث ... وكل منحرف عن تعاليم هذا الدين يلتمس لانحرافه مبررات ،وينصب نفسه فقيها أو مفتيا يشرع ما لم يأذن به الله . ولو أن هؤلاء اعلنوا خروجهم صراحة وعلانية من حظيرة الإسلام وهو ما لا يستطيعون الجهر به لنفاقهم لاستراحوا من عناء تأويل نصوص الدين ولي أعناقها لتساير أهواءهم وانحرافاتهم . ومن الغريب أن يسلك هؤلاء كل المسلمين في تصنيف واحد هو تصنيف التطرف والعنف والإرهاب والتزمت ... وما إلى ذلك من افتراء ات لا أساس لها من الصحة . والمثير للسخرية أن وصف إخواني أو خونجي الذي كان ينعت به كل من أعلن الانتماء للإسلام تحول إلى نعت داعشي لأن نعت إخواني لم يعد مسعفا للذين يستعملونه للوصول إلى ما يريدونه من تعريض بالمتدينين واستباحة كرامتهم. ولقد تم الدمج المتعمد لنعت الإخواني بنعت الداعشي من طرف النظام الانقلابي في مصر لأن هذا الدمج يتيح له التمويه على جريمة الانقلاب على الشرعية والديمقراطية وعلى الجرائم والمجازر الوحشية المرتكبة ضد رافضي الانقلاب ، وعلى المحاكمات الصورية لهم . ولقد صار النعت الداعشي عبارة عن تهمة جاهزة تسنعمل من طرف ذوي الحساسية ضد الإسلام ، والتي قد تلصق بكل متدين وإن كان بريئا من التدعش براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام . ومقابل نعت المتدين بالتدعش من طرف من لهم حساسية ضد التدين لا يقبل هؤلاء أن ينعتوا بالمروق من الدين أو بنعت آخر ينطبق عليهم ، ويعتبرون ذلك اعتداء عليهم وعلى حريتهم ووصاية على الدين الذي يشمل في نظرهم حتى غير الملتزم بتعاليمه عبادات ومعاملات.
وأخيرا نقول لقد باتت الحملة المغرضة للنيل من الإسلام تحت ذريعة مناهضة العنف والإرهاب مكشوفة ، وصار الرأي العام العربي على وعي تام بتهافتها ، وبأهدافها ، وبالجهات التي تقف من ورائها داخل وخارج الوطن العربي .
وسوم: العدد 695