الأسرة أولاً / إيجابيات الأوهام

د. محمد رشيد العويد

كيف يستقبل أحد الزوجين اتهامات الآخر له بأنه مقصِّر، أو مهمل، أو أنه لا يحبه، أو لا يتقن عمله؟!

هل سيدفعه هذا إلى التوقف عن تقصيره، وترك إهماله، وإلى التعبير عن حبه، والحرص على إتقانه عمله؟!

العلماء في دراساتهم يجيبون عن هذه الأسئلة بـ: لا، تلك الاتهامات لن تجعل المتهم بها يتركها ويهجرها ويقلع عنها، بل على العكس ستجعله يُصِر عليها، ويعاند الزوج الذي اتهمه بها، مع ضيقه منه وغضبه وحزنه.

وينصحون بالحرص على العكس؛ على التعبير عن الرضا، وحسن الظن، والارتياح، والتقدير، لكل مايقوم به الزوج الآخر، فهذا كله يجعله حريصاً على أن يحقق ماظنّه صاحبه فيه.

في دراسة شاملة لافتة نُشِرتْ في مجلة Psychological Sciense تبين أن الأزواج الذين بنوا أوهاماً إيجابية عن أزواجهم كانوا أكثر سعادة في علاقاتهم من أولئك المُتشَكِّين المتسخطين الذين لم يروا في شركائهم أي إيجابيات.

أحد الباحثين فسَّر ذلك بما سمّاه قوة الوهم الإيجابي الذي شرحه بقوله: يدرك شريكك أن عليه ألا يُخَيِّب أملك فيه، وظنك الحسن بإيجابياته، فيسعى لتحقُّقها فيه فعلاً.

وفي دراسة أخرى عن العلاقة بين رب العمل والموظف جاء فيها: إن كان رب عملك يعتقد أنك مُذهل، وناجح، ومُتقن فإنك ستصبح كذلك.

لكنهم يستدركون بأن هذا الظن الحسن ينبغي أن يأتي في ظل علاقة جيدة بين الزوجين، فقد يؤدي إلى ردود فعل عكسية حين تكون العلاقة سيئة بينهما (تكون الأوهام مفيدة لمن يكونون في علاقات جيدة، وتصبح خطرة لمن هم في علاقات سيئة).

وعلى هذا نقول للزوجين: انظرا إلى الإيجابيات، وأظهِراها، وعبِّرا عن المشاعر الإيجابية، واحرصا على الثناء والشكر والتقدير، وإذا كان لا بد من التنبيه على شيء، أو إبداء ملاحظة، فليكن هذا في غاية اللطف ومنتهى الرفق، وبأسلوب حسن وكلام طيب.

وسوم: العدد 701