في ضيافة الشاعر الدكتور سعد مردف
عرفته فتى يافعا ، وعرفته و علامات النبوغ توشحه ، فكان قربي من الفتى كالظل ، فقد كان بيته روضة ساحرة ، وفكان الفتى الصديق سيد البيت ، و رب الأسرة الذي يعول عائلة عمى عمار ، فقد عرف الكرم و الجود و السخاء ككرم حاتم ، فذاك بيت أخي و لا نزكي على الله أحد ، كان بيت أخي بيت للشعر و الأدب ، فكم كنت أسمع نظم أشعاره بصوته الدافئ الجميل ، فكنت أباذله الإعجاب و التشجيع ، و من الفضل الذي جمل حياة الفتى أنه كان شعلة مضيئة في ميدان الدعوة ، فكان لي نعم الرفيق ، و نعم الصاحب .
مالـِي أراكَ تجـوبُ الأفـقَ مبتعــدًا |{| وَمِلءُ جَفنَيكَ يَا ابـنَ الـروضِ تسهِيـدُ؟ ألسـتَ مَــن عَلَّـمَ الأطيـارَ شاديَــةً |{| أغَانِـيَ الفَجـرِ مَـا لاَحَـت ْمواعِيـدُ؟
لقد كان للشاعر حرقة و لوعة ، فقد هاله ما أصاب الأمة ففاضت أشعاره و قرائحه ، كأنهار هادرة تعيش مآسي الحرج العميق ، فكان للقضية نصيبها ، و لفلسطين حقها ، و للقدس وردها ، فكان يجوب بأفقه الرحب ، و سعة مداركه ، و نبوغه الفطري أبراج الإبداع ، ليت الأدباء و الشعراء كانت لهم وقفات دراسة لدواوينه و أشعاره ، فأشعاره التي تغنت بكل أطياف و ألوان الطبوع ، تناولت كل الأعراض فكانت لمسة الالتزام واضحة في أشعاره ، فالشاعر رجل قضية ، و رجل فكرة ، هذا هو الشاعر الدكتور سعد مردف بن بلدية المغير و بن سوف و بن جزائر الوطن .
فأنهَض بِلفظِكَ فوقَ الجُرحِ ممتَشِقًا |{| سيـفَ اليـراعِ ففِـي هبَّاتِـهِ الجـُودُ
وامسَح ْعلـى الشـَّرقِ آلامًـا تُسَهِّـدُهُ |{| يــا شاعِـراً قلبُـه للشــرقِ مشـدودُ
لا أرضُنا حُــرّةٌ يُرجَـى الأمَـانُ بهَـا |{| ولاَ حِمـانَـا مِـنَ العَاديـنَ مرصـُــودُ
في ليلة الظلماء يفتقد البدر، آه ثم آه على أهلنا ، هان الأدب و الشعر في زمن التردي ، أقول : يكفيك أستاذي ان لك أهلا ، يعرفون قدرك و مقامك ، كم كنت أتغنى يوم أن تلقي قصيدة ، فأشعر حينها بسعادة تغمرني و فرحة تشدني ، يكفيني حين أقرأ لك في منتديات الرواد و أتابع تلك التعليقات و تلك التحليقات النقاد و هم يمتدحون القصائد ، و هم من هم لا تحزن أخي و صديقي و أستاذي أحسبك مبدعا و متألقا و كبير أنت في عيوننا . لقد حاولت أن أعط الصديق الشاعر حقه من الحديث في جوانب لم يمسها المقال و لكن الأيام حبلى ليتلفت أهل الاختصاص بالدراسة و النقد لدواوين شاعرنا المتألق .
وسوم: العدد 706