لماذا تهينون السيوف!؟
يهتز كعب بن زهير في قبره كلما سمع أن عربياً أهدى أحدٓ العلوج سيفاً ، مهما كانت رتبة هذا العلج !؟
لأن كعباً لم يجد أفضل من السيف ، حين قال في قصيدته المعروفة ( البردة ) والتي مطلعها : بانت سعاد !
يمدح النبي صلى الله عليه وسلم :
إنّ الرسولٓ لسيفٌ يُستضاءُ به - مهندٌ من سيوف الله مسلول ُ !!
وحمل هذا الشرف خالد بن الوليد حين سماه النبي صلوات الله عليه وسلامه : سيف الله المسلول !
ومثله في الشرف سيف الدين قطز الذي أذل التتار ، ومرغ أنوفهم في معركة عين جالوت !
ومثل مافعل الملك عبد العزيز آل سعود ، حين كان لعلم بلاده سيف تعلوه كلمة التوحيد !
وكما فعل حسن البنا حين اتخذ شعاراً للإخوان سيفين بينها كتاب الله !!
وأما في زمن الانكسارات والهزائم فلم يجد المنتسبون لهذه الأمة المبتلاة بهم إلا السيف يهدى لأنهم لم يعودوا أهلاً لحمله !؟ كما فعل العملاء والأجراء وأذناب الدخلاء في العراق ، فقدمه أحد المسوخ إلى بريمر علج أمريكا الذي دنس تراب الرافدين !؟
وكما فعل مصطفى طلاس حين قدم سيفاً لفنانة إيطالية كان يحلم أن تزوره ، واعترف بلسانه مفتخراً ، أنها استكثرت الهدية حين علمت أن السيف يساوي مئة ألف دولار !
وكما يفعل كل منهزم ، تهون عليه رموز أمته !؟
وأجدني مترحماً على نزار قباني وقد كشف حقيقة كثير من السيوف ، فقال مخاطباً خالد بن الوليد :
يابن الوليد ألا سيف تؤجره - فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا !؟
وأجدني أمزج دمعة حزن مع دمعة سيف ، وأعود إلى قصيدة لي عنوانها : دمعة سيف ٢٠٠٣ م ، وهي إحدى قصائد ديواني ( نفثات شآمية) أردد بعض أبياتها ، في حرقة وأسى:
تمرّد السيفُ لمّا أمسك السيفا - وصاح : ياقومُ ! قد ضيّعتم الشرفا !؟
قد كنتُ ياقوم ُ عنواناً لعزتكم - فصرتُ مِن ذلّكم ياويحكم خزفا !؟
أبعدٓ كفّ لسيف الله يمسك بي - هذا العُتُلُّ ! فواحزنا وواأسفا!؟
إني أشم بهذي الكف ملأمة - كم جار صاحبها ياقومُ واقترفا !؟
أغضيتُ في خٓفٓر العذراء يلطمها - عِلجٌ ، ويدفعها للذل مُعتٓسفا !؟
أشكو إلى الله هُوناً لستُ أقبله - وكيف يرضاه مٓن بالحق قد شرُفا !؟
إني حننتُ إلى غمد ألوذ به - فأشرفُ العيش لي لو عشتُ معتكفا !؟
وسوم: العدد 707