داعش الحشاشون الجدد

برلين / ‏05‏/03‏/2017/ ظهر في تاريخنا الاسلامي وعلى مدى الالف والاربعمائة عام جماعات أساءت الى الاسلام قبل ان تسيء الى نفسها ، دخلت هذه الجماعات التاريخ من بابه الأسود وهم أثناء صولتهم وبعد أفول نجمهم  ذهبوا كأيدي سبأ اذ مزقهم الله كل ممزق لم يحمدهم أحد .

من بين هذه الجماعات الخوارج الذين ظهروا بقوة أثناء الفتنة التي وقعت بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل وتذكر المصادر ان نجمهم بزغ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاء رسول الله رجل يدعى / ذو الخويصرة / مطالبا النبي عليه الصلاة والسلام بالعدل بقسمته وذلك بعيد غزوة حنين التي كانت بعد فتح مكة المكرمة سنة ثمان للهجرة ، ويقال بان سيدنا علي رضي الله عنه / ابن ابي طالب / قتله أثناء قتاله للخوارج ، وذلك وفق حدبث اورده البخاري عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليبه وسلم  تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها اولى الطائفتين بالحق . وبقي الخوارج أقوياء يقتلون المسلمين  لانهم رأوهم أهل كفر بينما لم يقتلوا أحدا من اتباع الاديان الأخرى اذ يرونهم معاهدون . ولكن ما ان قضى الامويون على فتنة الخوارج الا وظهرت فرق اخرى متعصبة أكثر تعصبا من الخوارج . فالتعصب ناجم عن الجهل باللغة العربية وتعاليم الاسلام ، وبالتالي فان اكثر الفرق الباطنية كانت من غير  العرب وكذلك الحال بالنسبة للكثير من فرق الكلام .

ويؤكد استاذ مادة التاريخ الاسلامي  في جامعة مدينة بون هاينتس هالم بكتابه / الاسماعيلية – الفرقة السرية في الاسلام / ان تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / فرقة سرية شبيهة تماما بالاسماعيلية الذين يطلق مؤرخو الحروب الصليبية في الغرب عليهم فرقة الحشاشين  فتلك الفرقة التي  تعتقد بأن / اسماعيل بن جعفر الصادق / بالرغم من إجماع المؤرخين المسلمين وفاته في عهد ابيه ، الامام الخامس لدى فرق الشيعة الكثيرة ، أبطلوا الصلاة وأجازوا شرب الخمرة والزنى وغير ذلك ، فالاسماعيليين قاموا بتصفية الكثير من قادة المسلمين اثناء الحروب الصليبية من بينهم الوزير نظام المُلك قوام الدين أبو علي الحسين بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي عام 1094 ، كما قتلوا عماد الدين زنكي والد نور الدين الشهيد وذلك إثر استرداده  قلعة الرها من الصليبيين وأرادوا قتل السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب كما دسوا السم بأخيه الملك العادل ابو بكر بن أيوب  وغيرهم من قادة المسلمين ولم يسلم الصليبيون منهم بالرغم من أنهم كانوا طابورا خامسا وهاما للصليبيين فقد كانوا يوكلون لهم مهام الاغتيال . وتقول مصادر تاريخ الحروب الصليبية ان سبب قتلهم الامير رايموند  الانطاكي عام 1149 كان بسبب عدم دفعه مكافأة قتلهم عماد الدين زنكي رحمه الله  تعالى .

ويرى هالم  بـ / داعش / التي ظهرت الى الوجود بقوة في العراق وسوريا بأنه بالرغم من أن عناصرها يزعمون انتماءهم لأهل السنة والجماعة  الا  أن ما يقترفونه من جرائم تثبت عدم انتمائهم لمذهب السواد الاعظم من المسلمين فهم وراء تصفية الكثير من قادة الثورة السورية ، وهم بمثابة خنجر بظهر الشعب السوري والعراقي والليبي وفي اليمن وأعمالهم الارهابية التي يقترفوها في السعودية وتركيا  وفي اوروبا لا صلة لها بتعاليم الاسلام .

ويعتقد هالم ، الذي يعتقد بالمستشرقة الالمانية الراحلة أنماري شيمل التي رحلت عن عالمنا عام 2002  أستاذته ، ان عناصر تنظيم / داعش / عناصر حاقدة على المجتمع ترى بالجرائم التي ترتكبها انتقام من مجتمع مسئول عن ظلم الآباء للابناء ولا علاقة لجرائمهم بالاحتلال الامريكي لبلادهم مؤكدا عدم ارتكاب جرائم لهم في ايران وروسيا وداخل الولايات المتحدة الامريكية دليل واضح على عمالتهم وانهم فدائيو  فارس والفرق المناوئة لأهل السنة والجماعة وللمسيحية على حد رأيه بسلسلة كتب وضعها عن الاسماعيلية . فاستاذ التاريخ الاسلامي بجامعة مدينة بون مختص بتاريخ الاسماعيلية / النزارية / والنصيرية  وكان من مؤيدي رأي طاغوت ليبيا السابق  معمر القذافي الذي دعا ذات مرة لإحياء الدولة الفاطمية من جديد .

وسوم: العدد 710