لا نخشى على الإسلام إنما نخشى على المسلمين!
" ... كانت فاجعة (التتار) ، وهمجية (المغول) من أعظم ما بلي به المسلمون ، ولعل الذين عاشوا محنتها كانوا يظنون فيها نهاية للإسلام والمسلمين ، لقد أحجم - في البداية - العلماء المعاصرون عن الكتابة عن محنة التتار لهول الفاجعة ، فبقي (ابن الأثير) عدة سنين معرضا عن ذكرها استعظاما لها ، وهو القائل : " فيا ليت أمي لم تلدني ، وياليتني مت قبل حدوثها وكنت نسيا منسيا " .
- ويقول أيضا : " فلو قال قائل إن العالم منذ خلق الله سبحانه وتعالى أدم وإلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقا ، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها " ، وهي عنده أعظم من فـتنة الدجال ! ، بل لقد اقسم أن من سيجئ بعدها سينكرها وحق له ذلك : " وتالله لا شك أن من يجئ بعدنا إذا بعد العهد ويرى هذه الحادثة مسطورة ينكرها ويستبعدها والحق بيده ... ولم ينل المسلمين أذى وشدة مذ جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا الوقت مثل ما دفعوا إليه الآن " .
• انظر : (الكامل) (٣٥٩/١٢) .
وسوم: العدد 713