من أمراض الأمة: (مفتاح الوصول للحكم)
[من كتاب "من أجل خطوة إلى الأمام" للشيخ سعيد حوى رحمه الله – ص112]
أصبح معروفاً لدى كل الذين يعملون في الحقل السياسي أن أنظمة العالم الثالث تُصنع غالباً في الخارج. تصنعها الدول الكبرى. وأصبح الطامعون والطامحون يعرفون أن مفتاح الوصول إلى الحكم هو العمالة أو التفاهم مع جهة خارجية، وبالتالي فإن الذين يرغبون أن يسقطوا نظاماً من الأنظمة داخل أقطارهم، عليهم أن يتفاهموا مع دولة خارجية على هذا الإسقاط، وأن يقدموا تنازلات لهذه الدولة من داخل أقطارهم في مقابل مساعدتهم. وهكذا يأتي كل نظام أسوأ من الذي قبله وأقوى ضلوعاً في العمالة والخيانة.
وبالاتفاق مع هذه الدولة فإن كل نظام جديد يأتي ويطرح شعارات غاية في المزايدات والعنجهيات للتصدير المحلي وللضحك على الشعوب. والآثار التخريبية لهذا كله شيء رهيب في حياة الأمة. ولا يعني هذا أنه لا توجد استثناءات من هذه القاعدة ولكنها استثناءات لا ينبغي أن تتفاءل كثيراً في تقدير حجمها، وبمناسبة الكلام عن المزايدات في السلب والإيجاب نستطرد فنذكر أن الخلافات الكثيرة بين كثير من الأنظمة في الدول العربية والإسلامية تجعل بعض هذه الأنظمة مضطرة لتقديم أكبر التنازلات الخفية في الخارج، والتظاهر بأكثر صور العنجهية في الداخل، وآثار ذلك في التخريب لا تخفى.
وسوم: العدد 713