استعمال المسلمين كلمة السر في حروبهم
صورة من التراث الإسلامي
استعمال المسلمين " كلمة السر " في حروبهم.
" كلمة السر " :
مصطلح يدل على أمر خفي أو لغزِ خاص، يتوافق عليه بعض الناس فيما بينهم وبخاصة العسكريين، ليتعرف بعضُهم على بعض، وكان يقال لها في التاريخ الإسلامي : " الشِّعار ".
ومن معاني الشِّعَار ـ بكسر الشين ـ اللغوية: العَلامَةُ يَجْعلها الجُنْد لأنفسِهم، يَتَنَادَوْن بها في الحَرْب ليَعرِف بعضُهم بعضاً، والجمع أَشْعِرة، يقال: استَشْعر القومُ: إذا تداعَوْا بالشِّعار في الحرب.
ومن هذا ما رواه سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: غزوتُ مع أبي بكر رضي الله عنه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان شِعارُنا أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم: أَمِتْ، أَمِتْ.
وفي رواية أخرى عن سِنَان بن وَبَرَة رضي الله عنه قال: (غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الْمُرَيْسِيع، فكان شعارُنا، يا منْصُور، أَمِتْ، أَمِتْ).
وذكروا: أن هذا تفاؤل منهم بالنصر بعد الأمر بالإماتة.
التعريف الاصطلاحي:
لا يخرج استعمال الفقهاء لهذا المصطلح في بعض معانيه عن المعنى اللغوي:
ـ فهو عند السرخسي وابن الأثير: العَلامة التي يَتَعارف بها الجُنود في الحرب.
ـ وعند البعلي: علامَةُ القوم في الحرب ليَعْرِفَ بعضُهم بعضاً.
ـ وعند ابن نجيم : علامةٌ يختارها الإمام للجُنْد، تدلُّ على الظَّفَر بالعدو بطريق التفَاؤُل.
ومما ذكروه: أنه يشرع اتِّخاذ الإمام أو نائبه لجُنْدِه شِعاراً في الحرب يتعارفون به، وحتى لا يقتُل بعضُهم بعضاً، ويكون فيه التفاؤل بالظَّفَر على العَدُو.
وأما دليله فالأصل فيه ما تقدم آنفاً في حديثَيْ سلَمة وسِنان رضي الله عنهما.
وكذا ما رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنكم تَلْقون عدُوَّكم غداً، فليَكُنْ شِعارُكم: حَم لا يُنْصَرُون).
ومن أدلته أيضاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شِعَار المهاجرين يوم بدْر: يا بَنِي عبد الرحمن، والأوس: يا بَنِي عبد الله، والخزرج: يا بَنِي عبيد الله.