مقاومة الانقلاب

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

إسقاط الإنقلاب فرض عين علي كل مصري ليدفع عن شرعيته الضياع  بكل الوسائل المتاحة حتي يكون له العذر أمام الله يوم يقوم الأشهاد،  يَومَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ولَهُمُ اللَّعْنَةُ ولَهُمْ سُوءُ الدَّارِ.

إن المسلم سيبتلي إذا قدر الله له ذلك، ويكون إبتلائه إما في طاعة فيؤجر علي إبتلائه، وإما بغير نية صادقة فلا ينال من إبتلائه إلا الخوف والجزع.

صاحب الهدف السامي  المقبل علي الله يدافع عن الحق ، فالحق أحق أن يتبع، وعندما يكون صاحب قضية ، يهون لديه كل ما يملك، وإن تشبث بنعيم الدينا وزخرفها ، فستزول حتماً من بين يديه، ولن ينال منها إلا ما قدم من خير .

والإنقلابيون سطوا بمكرهم وكيدهم ومعاونة المؤسسات التي فسد من يديرها، فنسوا ما ينشده المصريون من كرامة وحرية وعدالة إجتماعية ، وتذكروا فقط عداوتهم وحقدهم للإسلاميين عامة وللدكتور مرسي ورفاقه خاصة فتعاونوا مع الشيطان وحزبه ليسقطوا البلاد في وحل من الخراب الإقتصادي والسياسي والإجتماعي والدولي فأعادوها إلي عهد الإحتلال حتي صاروا أسوأ من المحتلين ، فأفسدوا ، وحبسوا، وقتلوا، وهتكوا الأعراض، ويتموا الأطفال حتي أصبحوا عوناً لفرعون الذي عملوه بأيديهم ، فوجد بغيته لينصب نفسه رئيساً للبلاد، بعد أن حنث اليمين، وتراجع في القسم مرات ومرات، وطلب العون من أعداء الإسلام والمصريين ، من أمريكا الطاغية، واليهود المنحرفين عن البشرية في قوامها وأهدافها، فأصبح هذا السيسي أداة في يد أعداء الأمة تحركه كما تشاء.

إن إستمرار مقاومة الإنقلاب والعمل علي إسقاطه سيضعف بلا شك من سيطرة هذه القلة المنحرفة من العسكر والليبراليين والنصارى والمأجورين علي مقدرات البلاد.

إن الواقع يؤكد أن الإنقلابات التي تمت في دول العالم فشلت وإن طالت بها المدد أو تعددت لها الحيل، ولذا فإن الحق يحتاج إلي مطالب يدافع عنه ، ويبذل في سبيل تحقيقه الغالي والثمين ( إنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ويَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) سورة غافر.

إن وعد الله آتٍ ، وسيتحقق بعد تطبيق متطلبات ذلك النصر من صبر وإيمان وعمل.

( وعَدَ اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَذِي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ومَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ (55) سورة النور

إن العالم قد تخازي في حقيقة نفسه، ووضع رؤوسه في وحل الضلال والظلم والعبودية للهوي ، فلن ينصف مسلماً، ولن ننتظر يوما منهم خيراً، ولكننا ننظر إلي إستمرار الحراك المصري في رفضه للإنقلاب أنه سيسقطه قريباً علي أيدي الشرفاء من المصريين الذين ضحوا بأنفسهم قبل أموالهم وأرزاقهم.

فياليتنا نكون ممن نصر الحق وأهله، أو ضحي بما لديه من إمكانيات حتي يقبله الله في صفوف المنصفين المضحين الشرفاء، الذين سيعيدون الشرعية قريباً إلي أهلها، (ويَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51) سورة الإسراء.