النظرية التكاملية والمواطن رقم 14
زارني ليلة أمس المواطن رقم 14 حاملا بيده رواية (قواعد العشق الأربعون )لمؤلفتهالكاتبة الروائية اليف شافاق. ترجمة خالد الجبيلي. سألته عن مضمون الرواية فقال : هي رواية تختصر حياة الفيلسوف المتصوف جلال الدين الرومي. وصديقه شمس التبريزي .تتناول مواضيع العشق ،والحب بين الشرق والغرب، والماضي والحاضر، والروحي والدنيوي قلت :تبدو انك شغوف بالقراءة في الوقت الذي لم يعد للكتاب المطبوع حضورا بعد انتشار الكتاب الاكتروني وتعميم ثقافة الثورة الإلكترونية. أجابني بكل رزانة وهدوء :أنا أؤمن بالنظرية التكاملية .فلاشيء يحيا ويستمر في الحياة على شاكلة واحدة. منفردا. ولاشيء يستغني عن الآخر. الحياة تتكامل فيما بينها كما تتكامل اللوحة الشكيلية بألوانها المختلفة. ولا يستطيع لون واحد بمفرده التعبير عن المعنى الذي يرمي اليه الفنان. وكذلك الأفكار والنظريات العلمية والفلسفية. والطبيعة. والبشر. إنه التنوع والاختلاف الذي يكلل الحياة بالبهاء والجمال والتكامل. فلا رأي يجب رأيا آخر مهما كان صائبا. بل يضيف اليه رؤيا جديدة تزيده عمقا وصدقا. ولعل هذه الرواية التي لم انته من قراءتها بعد. والتي تصور حياة المتصوفة الروحية والمادية بكل مظاهرها وألوانها. دليل آخر على صحة النظرية التكاملية حتى في النقد الأدبي التي تتعاون فيما بينها لتحليل النص وقراءته بعمق. فلماذا نحن البشر. وا خصص نحن العرب نرفض الاختلاف ونعتبره خلافا وتناقضا وخصومة توصلنا إلى حد الاقتتال. والاتهام بالخيانة العظمى؟
ربت على كتفي بحنان ثم ودعني والغصة في حنجرته وقلبه. المواطن رقم 14
وسوم: العدد 720