حلب عبر التأريخ الطويل...
1.عهد الخلافة:
16-222هـ / 636-836م
وفي هذا العصر لم يكن لحلب شأنها الكبير خلال الخلافة الراشدية والأموية والعباسية في عصرها الذهبي ولكنها شهدت في نهايات العصر العباسي فترة ازدهار ورقي ثقافي وفكري وحضاري شمل جميع الميادين وأبدع أبناء المنطقة في صناعة الألبسة وبناء المساكن الضخمة والمساجد الشهيرة.
2. عهد ما بعد الخلافة الراشدة:
223-532 هـ /837-1128م
ولم ينبه ذكر حلب في التاريخ العربي إلا عندما غدت مقر سيف الدولة الحمداني الذي أعاد إليها أمجادها وجعلها عاصمة دولة مزدهرة بالفن والعلماء والشعراء حتى قال ابن خلكان: (أنه لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر ونجوم الدهر).
وهاهو نجم البلاط الحمداني أبو الطيب المتنبي يقصد حلب المجد بقوله:
كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنت السبيل
وقد اتسعت مملكة حلب فشملت كيليكية وملاطية وديار بكر وأنطاكية وطرسوس وأدرنة وروم قلعة، إلا أن وقوف سيف الدولة العنيد وجيشه البطل في وجه الروم وغزواته المتكررة لبلادهم دفعتهم إلى محاصرة المدينة سنة 353هـ واحتلالها وتدميرها وإحراقها وتركها مقفرة خالية بعد أن راح أهلها بين قتيل وأسير. وعندما عاد سيف الدولة إلى المدينة –وكان غائبا عنها– ووجدها على هذه الحال جدد الأسوار وبعض المباني واستقدم إليها أهالي قنسرين وأسكنهم فيها ثم توفي ليترك حلب من بعده مدة قرنين من الزمن في عهد من الضياع والفوضى، فقد توالى على حكمها الفاطميون والمرداسيون وشهدت حلب تزايدا للنفوذ التركي ثم حكمها السلاجقة وقد شهدت المدينة خلال هذه الفترة خضوعا مرا للروم ثم كانت حملات الصليبيين الذين اكتسحوا حلب (1108م).
ولم ينته عهد الفوضى والضياع إلا عندما قبل عماد الدين الزنكي إمارة حلب.
3. عهد الدولة النورية:
523-579هـ / 1128-1260م
وبظهور الأمير عماد الدين وابنه نور الدين الزنكي أصبحت حلب مركز المقاومة الإسلامية ضد الفرنجة، فقد بدأت أحوال حلب بالتحسن وزال عنها الضيم ، ثم جاء زلزال حلب المدمر (1170م) وقد قام نور الدين على إثر هذا الزلزال بأعمال عمرانية كبيرة داخل المدينة وفي الأسوار فأعاد بناء القلعة حتى.. أخذت شكلها النهائي الذي نراها عليه اليوم تقريبا.
4. عهد الدولة الأيوبية:
579-659هـ / 1183-1260م
وهو عهد المدينة الزاهر في العصر الوسيط، وأشهر الحكام الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين رجل الدولة وصاحب المزايا الرفيعة الذي استطاع بحكمته وقاية المدينة من شرور الفرنجة بالإضافة إلى عقده عدة معاهدات تجارية مع انطاكية والبندقية فنالت حلب شهرة ومجدا عظيمين في زمانه.
وقد انتهى هذا العصر الذهبي الذي عاشته المدينة باجتياح المغول لحلب ( 1260م) بعد حصار عدة أيام وظلت المدينة أسبوعا كاملا تحت رحمة المجازر والنهب والحرائق، وحول هولاكو الجوامع إلى كنائس, وبعد انتصار بيبرس على المغول في عين جالوت تخلصت حلب نهائيا من يد الفرنجة (1268م) وفي عام (1400م) استولى تيمورلنك على حلب وتعرضت المدينة لأسوأ أنواع التخريب الوحش.
5. عهد المماليك:
659-922هـ/ 1260-1516م
وبعد انتهاء خطر المغول غدت حلب ولاية مملوكية وأبرز حكام هذه الفترة قايتباي الذي تميز باهتمامه بالعمران وترك آثارا عديدة مثل جامع الفردوس وخان الصابون وخلف لنا أمثاله من الحكام خان القصابية (خان ابرك) وخان خاير بك.
وسوم: العدد 720