محاكمة الزعيم إبراهيم هنانو، رواية أخرى

بعد إن خبت نيران ثورة هنانو اثر حشد القوات الفرنسية وانقطاع الدعم المقدم من حكومة سيواس التركية بقيادة مصطفى كمال باشأ بعد اتفاقه مع سلطات االانتداب الفرنسي أصبح الثوار يعانون من نقص الذخائر والعتاد عندها قرر الزعيم إبراهيم هنانو الانسحاب والسفر إلى عمان لطلب العون من الامير عبد الله وعندما لم يجد التجاوب قرر السفر إلى القدس ومنها إلى سويسرا لمقابلة الامير عمر طوسون باشا والسيد ميشيل لطف الله باشا لطلب الدعم ومواصلة الثورة وفي القدس تم القبض على الزعيم من قبل سلطات الانتداب البريطاني وسلم للسلطات الفرنسية حيث أودع السجن العسكري بحلب الذي كان مقره بخان اسطنبول ٠وفي صباح ٢٤ ايلول ١٩٢١ تلقى الأستاذ فتح الله صقال المحامي مذكرة من النائب العام العسكري الفرنسي يخبره فيها السماح له بمقابلة هنانو باعتباره وكيلا عنه ففوجئ الأستاذ صقال بهذا الأمر خصوصا انه لم يراجعه أحد بهذا الخصوص فقرر مقابلة هنانو بالسجن لمعرفة جلية الأمر حيث اخبره هنانو أن النائب العام اخبره بعزم النيابة بتوكيل محام للقيام بالدفاع عنه  عندها اقسم الزعيم على النائب العام بشرفه العسكري  انه إن كان في موضعه فمن يختار من المحامين وتردد النائب العام أول الأمر ثم همس للزعيم باسم المحامي فتح الله الصقال وهكذا كلف المحامي العام الأستاذ الصقال بالدفاع عن الزعيم وتشكلت المحكمة من خمسة ضباط فرنسيين عقيد ومقدم ورائد وملازم أول وملازم ثان وحدد يوم ١٥ آذار ١٩٢٢ للبدء بالمحاكمة وبعد مطالبات الأستاذ صقال بعدم صلاحية المحكمة للنظر في هذه الدعوى مرتين قررت الاستمرار بالنظر في الدعوى وبعد سماع الادعاء وشهود النيابة والدفاع وبعد مرافعة النيابة التي طالبت باعدام الزعيم ومرافعة الدفاع الذي طالب ببلاغة وبحجج قانونية لاتقبل الدحض طالب ببراءة موكله من جميع التهم السبعه المسندة إليه وفي اليوم السابع للمحاكمةرفعت الجلسة للمداولة واصدار الحكم واعيد الزعيم إلى خان اسطنبول لدواعي أمنية وفي الختام أصدرت المحكمة حكمها ببراءة الزعيم هنانو من جميع التهم المنسوبة إلية بأغلبية ثلاثة أصوات ضد اثنين وكان الضباط ذوي الرتب الادنى الذين ركز عليهم الأستاذ صقال بقيادة الرائد لوكلير هم من صوت لبراءة الزعيم فنجحت بذلك خطة الأستاذ صقال وضجت قاعة المحكمة التي انعقدت بمبنى السراي القديمة بالهتاف بحياة الزعيم وحمل الشيخ رضا الرفاعي المحامي الصقال بين الحشود إلى عربة النائب العام للذهاب إلى خان اسطنبول وابلاغ الزعيم بالحكم والافراج عنه وعمت حينها الأفراح البلاد من أقصاها إلى أقصاها 

ومن الجدير بالذكر إن الآستاذ صقال اورد في مذكراته انه اتفق مع شخصية وطنية  للدفاع عن الزعيم لقاء مبلغ مالي فأنني اأعتقد إن ذلك مجرد رواية أخرى وإن المبالغ من الليرات الذهبيةالتي اعطيت للأستاذ صقال هي عبارة عن اكراميات ليس الا٠

وسوم: العدد 728