صفحة من التاريخ الأسود لسوريا

الشيخ حسن عبد الحميد

يوم جاء جيش المجرم رفعت : الوحدات وسرايا الدفاع لتمشيط مدينة الباب أسرع الشباب المسلم فأفرغوا مافي مكتباتهم من كتب إسلامية مثل معركة الرأسمالية والإسلام ، وكل كتب سيد قطب رحمه الله المعالم وغيرها في قمريات البلدة .

هذه الكتب في نظر الشيوعين وتلاميذهم من بعث العروبة الجاهلية ، في نظر الشيوعية قديما وحديثا :

أن الدين أفيون الشعوب  .

وقد تبنى أطفال ميشيل عفلق هذه النظرية فكانت مكتبات أغيور بحلب تخبىء الكتب الإسلامية الثورية لسيد وأبي الأعلى المودودي وخاصة الظلال تجعله المكتبات في دور قريبة منها أو في أقبية هذا في بلد شعاره وحدة ، حرية ، اشتراكية  .

في تمشيط حلب دخل جنرال طائفي بيت أخينا علي علاف رحمه الله وعنده مكتبة ضخمة تناول مجلدا وفتحه فورا قائلا ماهذا ؟ 

قال الشيخ رحمه الله هذا تفسير قرآن ، قال الجنرال الغبي بس مايكون الظلال ، والظلال في يد الجنرال الغبي مفتوحا وصودرت المكتبة ؟ 

لما حضرت المصفحات والدبابات إلى مدينة الباب اسرع الشباب المسلم فالقوا في القمريات كل ماعندهم من كتب إسلامية ، وجاء الجهل بالتراث فردم القمريات وتحتها آلاف الكتب .

وجنابي أنا الذي كنت أصرخ على المنبر ( رب بما انعمت عليّ فلن أكون ظهيرا للمجرمين ) القصص ١٧ 

واقصد بالمجرمين المستعمر البعثي 

قلت لزعيم بعثي فكوا عن هذه الأمة أأنتم استعمار ؟ قال نعم نحن استعمار قالها مازحا وهو الآن يقرأ كلماتي وهو في ديار الغربة .

 وفي الواقع تصديقها وصلت مصفحات جيش العروبة إلى قرية أبي الزندين سألو عن هذا العبد الفقير الذي لايعرف حتى الآن كيف يحمل العصا أو البسطون ، ودخلت طلائع الجيش الغازي المدينة الامنة مدينة الباب ، ودخلوا دارا قالت الأم ابني والله من البيت للجامع ، قالوا هاتيه وكان مختبئا يرتجف .

كنت أظن نفسي كبير فأنا رئيس دائرة حكومية هي التموين دخل اليّ ملازم أول شاب ابيض أشقر كأن أمه أوروبية 

واقتادني حيث يريد ، ونزلت درج بناء التموين والرشاش في ظهري وهو يقول امش أيها المجرم واقتادني كأسير ذليل إلى سيارة تقف عند الريجي في الباب وطلب مني الصعود للسيارة الشاحنة ، ومرّ بي نقيب صديق من بزاعة استنجدت به ، فقال شيخي أوامر .

 كان ابن بزاعة الصديق يردد لاحول ولا قوة الا بالله بعد أن أطلقوا النار على الناس أمام الفرن ، وبهمة الشباب قفزت للسيارة وصرت فيها مع مجموعة أسرى منهم الصديق الاخ حافظ القرآن الكريم إبراهيم الحمدو الصالح الذي جاء عريف فداس عليه  .

وساقونا إلى القيادة ومقرها مدرسة عمر المختار ، هناك ضربني أحدهم بوكسا أطار الشرر من عيني وكنا مطمشين 

اي على اعيننا عصابة ، فشاهدته وهو من طلابي ومن عائلة الشهابي ؟

ساقونا إلى القيادة القاعدة عند مقطع الزاغ كروش ونجوم وتيجان نظروا الينا باستخفاف وقالوا خذوهم الى ثكنة هنانو ، رحم الله هنانو كان بطلا ؟

نقلتنا السيارات الى ثكنة الشيخ يبرق وسميت باسم هنانو العظيم ابن كفر تخاريم  .

ادخلونا غرفة تتسع لخمسة أسكنوا فيها عشرين سجينا وكان اليوم جمعة فطلب مني  الاخ المرحرم إن شاء الله عبد القادر الحاج قدور أن أخطب الجمعة ، قلت له أذن انت وكان صوته شجيا رحمه الله ، فخطبت عن الابتلاء والصبر وشرحت :

( ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد ) ٤٠ الحج .

وكان هناك خلاف بين الأمن العسكري وبين جنود رفعت فقروا الإفراج عنا بعد أيام ، وكان منا الشيخ جمعة أبو زلام من منبج والشاعر الأديب محمد منلا غزيل رحمهم المولى ، وحملنا الباص اهل الباب لوحدهم ، واهل منيج لوحدهم ، وعدنا الى الباب ونزلنا الباص عند المنشية فهتف كل من كان معنا من الركاب الله أكبر ولله الحمد ، رددت الجموع هذا الهتاف :

الله غايتنا والقرآن دستورنا والرسول زعيمنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله اسمى امانينا  .

وانتهى في هذا اليوم التمشيط ، ونهب الابطال كل ماخف حمله وكثر تمنه ، حتى مجموعة اقلام ملونة على طاولتي في التموين سرقوها في جيوبهم .

 والله أكبر ولا عز لنا ولا فخر إلا بالاسلام  .

وياهذه الدنيا اصيخي وأشهدي

أنا بغير محمد لا نقتدي 

وبيقولوا كنا عايشيين ؟؟

ولاحول ولاقوة الا بالله

وسوم: العدد 733