شتاير.. مدينة التاريخ وترسانة أوربا الحديدية
العالم بعيون كوردية
وعبق التاريخ في النمسا
بدل
رفو المزوريالنمسا العليا\مدينة شتاير
تعد مدينة شتاير في اقليم النمسا العليا من اهم المدن التاريخية في النمسا ونقطة التقاء نهر (انز) بنهر (شتاير) وكان هذا الالتقاء مركز تفكير دوقات وارشيدوقات اقليم شتايامارك وبناء القلعة الحالية والتي تمشيت تحت ظلال اسوارها (لامبيرك)وكنيسة المدينة القديمة واما في الفترة (القوطية) تم تشييد معظم بيوت وقصور المدينة القديمة وبعدها تم تحديثها في عصر النهضة وفترات الباروك والروكوكو.لقد ورثت المدينة ثروات من تجارة الحديد حسب وثائق المدينة لعام 1287 واما في عام 1727 فقد التهبت الحرائق الكبيرة المدينة ودمرتها بالكامل وبعد المآسي والحروب والهزائم التي اصابت المدينة وقتها وفي عام 1831 ولد(يوسف فيرندل)والملقب ب(منقذ المدينة)وجعل من الحديد ترسانة اوربا للحدادة وقد كانت المدينة بين حدود الامريكيين والروس بعد نهاية الحرب العالمية واليوم تعد نموذجاً رائعاً ما بين الكلاسيك والحداثة والفن والادب والمدينة التاريخية والحديثة ،فالمدينة الحديثة تعد من اهم نقاط الاهتمام والاكثر جاذبية واهمية واثارة في النمسا .مدينة شتاير هي المدينة الثالثة من حيث الحجم في اقليم النمسا العليا ويبلغ عدد ساكنتها 40 الف نسمة وهي مدينة يحكمها الحزب الاشتراكي منذ زمن طويل.جولة جميلة في المدينة القديمة رحلة الى عمق التاريخ وفن العمارة والى القصور النمساوية والتي تعد من معالم فن العمارة والتصميم ومن هذه القصور:
قصر بلدية شتاير:يعد هذا القصر من اهم المعالم الاثرية في فن الروكوكو في النمسا وقد شيد القصر محافظ وحاكم مدينة شتاير(كوتهارد هايبيركير)عام 1765ـ1778
قصر بومير:يعد هذا القصر من احدى معالم المباني القوطية وهناك جزء من القصر يعود الى القرن 13 واما في القرن 19 فغدا القصر حانة (الاسد الذهبي)ويمكن ملاحظة الاسد لغاية يومنا هذا،حيث كان رواد الحانة يعشقون الاسد لحين ان سموه بالكلب السمين البدين وظل الاسم شائعا.
قصر نجمة شتاير:بعد الحريق الكبير الذي التهم القصر ودمره بالكامل اعيد بنائه من جديد وتم تشييد الواجهة في اواخر عصر الباروك وسمي بالنجم الذهبي نسبة الى طيران من الجوارح فوق المدخل وكذلك نسبة الى تجارة الحديد والملائكة فوق النوافذ.
قصر ميديتز:يقع القصر مقابل النجمة وسمي على اسم صاحبه الاولي وله واجهة من زمن الباروك وله اروقة وفناءات من عصر النهضة واعمدة من توسكانا.
رصيف نهر انز:لقد تمكنت المدينة القديمة وساحاتها الرئيسية من الحفاظ على تاريخها واثارها وحافظ رصيف نهر انز على بيوته التاريخية وطابعها القديم وكذلك لاحظت سلالم بيوت تؤدي الى النهر مباشرة بالاضافة الى رصيف نهر شتاير.
مثلما يلتقي نهر دجلة بالفرات في جنوب العراق ففي هذه المدينة يلتقي النهر الجميل (انز) بنهر (شتاير) في مركز المدينة ليكون نهر شتاير الكبير ويمكن للمرء ان ان يشاهد برج(تابور)والذي شيد في القرن 15 ذو 243 سلما وكان في الاصل قد شيد ليكون جزء من حماية المدينة والقلعة واليوم يعد برج مراقبة النيران.تقام في هذه المدينة الاحتفالات الموسيقية الكبيرة حيث سيقام في العام القادم مهرجانها الموسيقي الكبير المنتظر والذي سيستغرق 20 يوماً بالاضافة الى مهرجان(شوبارت) واما في قصر (روسينغ)فسيقام الصيف العالمي للاداب وسيستغرق 50 يوما وفيه سيمتزج الادب بالموسيقى من كل انحاء العالم واما الفن التشكيلي فله مكانة كبيرة في المدينة وتعرض الاعمال التشكيلية في معارض القصور والجمعيات الفنية وغاليري المحافظة وغاليري(شتاير دورف)بالاضافة الى متحف المدينة.
متحف مدينة شتاير:يعد قصر متحف المدينة من اهم احدى رموز المدينة وقد شيد عام 1611 كمخزن للحبوب والمواد الغذائية وقد تم لصق قصرين ببعضهما ليكون متحف المدينة والقصر تحفة معمارية من عصر النهضة وقد تمكن المتحف ان يجمع كل المتاحف الصغيرة تحت سقفه حيث يقع المتحف في طابقين كبيرين ومن سلالم خشبية وسقوف خشبية وفي الطابق الارضي والبلاد تستقبل اعياد الميلاد لذلك خصص لاحتفالات الميلاد ولمهد سيدنا المسيح حيث كانت مدينة شتاير مع بيت لحم توائم وبعد انتهاء معاهدة التوائم اهدت دار لحم مدينة شتاير مهداً وزنه 170 كيلوغراما واما الشخصيات التي تلتف حول المهد فوزنهم يبلغ ما بين 5 الى 10 كيلوغرام .في الطابق الاول حيث الاثاث الجميل من الدواليب والصناديق التاريخية بالاضافة الى المطارق والمناجل وادوات الحدادة وقد تم عمل جناح كامل للحدادة وقسم اخر للطيور وانواعها ،الاسلحة الحربية والمدافع كانت في صالة كبيرة والبنادق في معارض زجاجية بالاضافة الى السيوف ترجع لمراحل مختلفة من حكم الامبراطورية ومن مجاميع خاصة.السكاكين وانواعها وصناعتها كانت لها مكانة في المتحف حيث جلبت من العالم كله.اللوحات التشكيلية غطت جدران المتحف في كل الصالات وتماثيل صغيرة لشخصيات لعبت دورا كبيرا في المدينة.في مدينة شتاير حيث العديد من الكنائس والاديرة وكل كنيسة تختلف عن الاخرى من حيث فن العمارة والبناء والزخارف الداخلية.جولة في المدينة القديمة والى قصورها القديمة المتراصة رحلة الى جمالية فن البناء ولقاء النهرين وصناعة الحدادة والجمال وعبق التاريخ القديم.