سلسلة العقلانية السياسية ( 7 ) نحو تصحيح المفاهيم
نستكمل في هذه الحلقة عدداً من القواعد الأساسية التي تقوم عليها العقلانية السياسية في الإسلام :
10 - الخلافة: الخلافة في الثقافة الإسلامية هي النموذج السياسي الأسمى في الحكم، وهي النظام الذي يتطلع إليه المسلمون قاطبة، لأنه النظام الذي حفظ للأمة وحدتها السياسية، وبخاصة منها "الخلافة الراشدة" التي قدمت أروع مثال للحكم الراشد العادل .
ويقوم نظام الخلافة في الإسلام على وجود حاكم مسلم يحكم الناس وفق الشريعة الإسلامية .
وتعد الخلافة الإسلامية رمز وحدة الأمة، وهي المسؤولة عن تصريف شؤونها الدينية والدنيوية، وقد اشتق مصطلح "الخلافة" لمن يخلف أو يأتي بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويتبع الشريعة الإسلامية في حكمه، وهذه هي حقيقة الخلافة .
وقد أطلق القرآن الكريم وصف "الخليفة" على الإنسان عامة في قوله تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة) سورة البقرة 30، ثم بين أن هذا الاستخلاف للإنسان غايته عبادة الله وتوحيده، فقال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) سورة الذاريات 56 .
وهكذا يبدو جليا أن نظام الحكم في الإسلام نظام متميز عن الأنظمة الوضعية بجملة من القواعد التي نذكرها فيما يأتي :
القاعدة الأولى : الحاكمية لله تعالى :
وهذه القاعدة تعني أن تكون شريعة الله هي المنفذة في المجتمع؛ وليس أية شريعة بشرية وضعية، كما فصلناه آنفا عند الحديث عن الحاكمية .
القاعدة الثانية: العدل والمساواة :
العدل في الإسلام يقتضي البعد عن الهوى، لأن الهوى ألد أعداء العدل، وقد امتدح الله المؤمنين، وذكر من صفاتهم العدل واتباع الحق والابتعاد عن الهوى، وأمر نبيه بالعدل والحذر من الهوى، فقال تعالى : (فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) سورة ص 26 .
والإسلام يوجب العدل في المجتمع، ويحذر من غياب العدل لأنه يعرض المجتمع لمفاسد وأضرار لا حصر لها، ففي غياب العدل ينشأ النزاع والشقاق والكراهية والجرائم، ففي سبيل منع هذه المفاسد والأضرار فرض الإسلام العدل والمساواة، وتوعد الله كل حاكم ومسؤول بالعقاب الشديد إذا ظلم الناس ولم يعدل، وفي هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : (أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر) أخرجه أبو يعلى في مسنده، من حديث أبي سعيد الخدري .
ومن أبرز ملامح نظام الحكم في الإسلام مساواة الناس أمام القانون، فلا فرق بين غني وفقير، ولا فرق بين حاكم ومحكوم . وقد حذرالنبي صلى الله عليه وسلم من التلاعب بالقانون فقال : (إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) رواه البخاري . وقد استنبط شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من هذا الحديث : "أن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة" وفي هذا توجيه يجدر بالأمة الإسلامية أن تضعه نصب عينيها في مرحلة التيه التي تعيشها اليوم، حيث يسود الفساد والمظالم في بلادنا الإسلامية، بينما تعيش البلاد الكافرة حالة استقرار ورفاهية وأمن !!
علماً بأن الإسلام لم يفرض على الأمة الإسلامية العدل في نظام الحكم وحده، وإنما فرض العدل كذلك في الأسرة وفي المجتمع وفي مختلف مؤسسات الدولة. وقد فتح الإسلام الباب على مصراعيه لكل مظلوم ليرفع ظلامته إلى من ينصفه ويأخذ له بحقه، وألغى كل وسيلة من شأنها أن تعوق الناس عن الوصول إلى حقوقهم أو تمنعهم منها .
القاعدة الثالثة: الطاعة : جعل الإسلام طاعة الرعية لولاة الأمر واجباً شرعياً، فقال تعالى): يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ( سورة النساء 599 . وشدد في الخروج على ولي الأمر، لما في الخروج من فتنة وتهديد للمجتمع، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يفيد أن الخروج عن جماعة المسلمين هو خروج من الملة، فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من فارق الجماعة شبراً فكأنما خلع ربقة الإسلام من عنقه)
وورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول : (من فارق الجماعة، فإنه يموت ميتة جاهلية)
والمقصود بمفارقة الجماعة، في هذه الأحاديث وأمثالها؛ الجماعة التي لها إمام يقيم شريعة الله عز وجل، فلا يجوز الخروج على هذا الإمام ولا يجوز نقض بيعته، قال ابن حجر رحمه الله : "في الحديث حجة في ترك الخروج على السلطان ولو جار، وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء، وحجتهم هذا الخبر وغيره مما يساعده، ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها"
والمتتبع لهذه القضية في أقوال الفقهاء يجد أن طاعة الرعية لولي الأمر قاعدة أساسية من قواعد الحكم في الإسلام، لأن حياة المجتمع لا تستقيم بغير هذه الطاعة !
هذا مع تقرير أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ صحيح أن الإسلام فرض طاعة أولياء الأمور، لكنه وضع لهذه الطاعة حدوداً وشروطاً يجب إتباعها فإذا تحققت الشروط صار الاتباع أمراً واجباً، وإذا لم تتحقق الشروط فلا اتباع ولا طاعة، ومن هذه الشروط :
4 أن يلتزم ولي الأمر بتطبيق الشريعة الإسلامية.
5 أن يحكم بالعدل بين الناس.
6 أن لا يأمر بمعصية الله.
القاعدة الرابعة: الشورى:
تظهر وقائع التاريخ البشري عامة أن للشورى أهمية عظيمة في أي تنظيم جماعي، ومن ثم يجب على كل حكومة تنشد لرعاياها الأمن والاستقرار والازدهار أن تلتزم بالشورى لأنها الوسيلة الأجدى للوصول إلى أحسن الآراء وتحقيق مصالح المجتمع .
وإذ كان للشورى هذه الفضائل فلا عجب أن نرى الإسلام يهتم بها كثيرا، حتى إن القرآن الكريم أفرد لها سورة مخصوصة "سورة الشورى" جاء فيها قوله تعالى : (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) سورة الشورى 38 ، ونظراً لمكانة الشورى عند الله عز وجل ذكرها بن ركنين من أعظم أركان الإسلام هما الصلاة والزكاة !!
ومن الأمثلة كذلك على مكانة الشورى في الإسلام أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس عملاً بها ، فقد كان يستشير أصحابه في كل الأمور التي لا وحي فيها، كما فعل مثلاً في شأن الخروج لقتال المشركين إلى "غزوة بدر الكبرى" فقد استمر يقول لهم : أشيروا علي أيها الناس، حتى سمع رأي الجميع !!
كما أخذ النبي بمشورة الصحابي الحباب بن المنذر في ذلك الموقف بتغيير موقع العسكر إلى آبار بدر لمنع الماء عن المشركين، واستشار النبي أصحابه يوم الخندق وقد كان يوماً عسيراً جداً على المسلمين، إذ كانت أعداد الكفار هائلة مقارنة بأعداد المسلمين القليلة فأشار الصحابي سلمان الفارسي بحفر الخندق، فحفره الرسول مع أصحابه عملا بمشورة سلمان، وكان للعمل بهذه المشورة أثر بالغ في حماية المدينة من الغزو، وفوز المسلمين يومذاك .
ومن ميزات الشورى أنها توزيع للمسؤولية، فلا تقع نتيجتها مهما كانت على كاهل واحد، بل يتقاسمها الجميع فلا يتلاوم الناس ويتنافرون ويتشاجرون إذا كانت نتيجة الشورى سيئة، لأن الكل اشترك في اتخاذ القرار فلا يقع اللوم على شخص واحد كما يحصل في الدكتاتورية التي تنفرد عادة بالقرارات الفردية؛ فتورد الناس مورد الهلاك، كما فعل فرعون عندما رفض مشورة مستشاريه، وأصدر أمره بملاحقة نبي الله موسى ومن آمن معه، فكانت النتيجة هلاك فرعون ومن سار معه، وهي النتيجة لكل مستبد ينفرد بالقرار ويستبد بمصير الأمة !!
ولا جدال بأن الشورى تعد أفضل وسيلة للكشف عن الكفاءات والقدرات، وهي تدريب للمستشار في الحكم والإدارة. ومادام للشورى كل هذا الفضل فلا غرابة أن يجمع على وجوبها عامة المسلمين وعلماؤهم .
ويعرف أهل الشورى في الإسلام باسم "أهل الحل والعقد" وهم عادة أصحاب الرأي وقادة الفكر وأرباب السياسة وأمراء الجيوش، وأصحاب الاختصاص والخبرة في كل فن من الفنون، كالزراعة والصناعة والتجارة والاقتصاد والحرب ... وغيره.
11 - البيعة العامة الحرة :
لقد تفرَّدت الحضارة الإسلامية عن مثيلاتها من الحضارات التي سبقتها بما أبدعته من مفاهيم وقيم جديدة لم يشهدها التاريخ من قبل، ومن ذلك؛ تشريع "البيعة الحرة" التي تشارك فيها الأمة باختيار ولي الأمر، وهي عرف لم تعرفه الحضارات السابقة !
والبيعة تعني "المُبايعةُ والطاعةُ" وأهم ما في البيعة أنها تعني إشراك عامة الأمة في المنظومة السياسية التي سوف تحكمها، وبهذا كانت البيعة من أبرز سمات النظام السياسي في الإسلام .
والبيعة في الإسلام عهد من الرعية لطاعة أولي الأمر، وهي تتضمن في المقابل قيام أولي الأمر بحفظ الدين والدنيا على مقتضى شريعة الله .
ومما تجدر ملاحظته أن المشاركة في البيعة لم تُفَرِّق بين الرجل والمرأة، أو بين الكبير والصغير، وفي هذا تربية للرعية على تحمل المسؤولية العامة؛ والارتقاء بالمجتمع والأمة .
ونظراً لأهمية البيعة ومكانتها في المجتمع فقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تدريب صحابته على البيعة، فقد طلب منهم البيعة أكثر من مرة قبل إقامته للدولة في المدينة، كما فعل في : "بيعة العقبة الأولى" و "بيعة العقبة الثانية" و"بيعة الرضوان" وقد كان الكل يُبايعونه، رجالاً ونساءً، بل كان الأطفال يشاركون كذلك، منهم مثلا عبد الله بن الزبير الذي كان ابن سبع سنين عندما بايع النبي .
وعودة إلى الحديث عن الخلافة نجد أنه ورد ذكرها في الكتاب والسنة بمعناها السياسي الذي يتعلق بنظام الحكم في الإسلام، منها : قوله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) سورة النور 55 ، وقوله تعالى لنبيه داود : (يا داود إنّا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذابٌ شديدٌ بما نسوا يوم الحساب) سورة ص 26 .
وورد عن حذيفة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت) رواه الطيالسي والبيهقي في منهاج النبوة، والطبري ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة .
وقد وردت شواهد في السنة النبوية توحي بأن الخلافة تنحصر في قبيلة قريش، وأنها ستستمر بعد النبي 30 عاما، وكأن هذه الشواهد تشير إلى فترة حكم الخلفاء الراشدين الأربعة (أبي بكر وعمر وعثمان وعلي) إذ تحولت الخلافة من بعدهم إلى ملك عضوض وهي الفترة التي تعاقبت عليها (الدولة الأموية، الدولة العباسية، الدولة العثمانية، الدولة الفاطمية وغيرها !
فهذه الشواهد لا تتضمن أمراً من النبي لحصر الخلافة في قريش، وإنما هي إخبار منه صلى الله عليه وسلم عما سوف يجري بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، فهي تشير إلى أن الخلافة سوف تصير حكماً جبرياً؛ ثم تعود خلافة، .
12 - سنة تداول الأمم :
من عدالة الخالق عز وجل بين خلقه، أنه يغدق من عطائه على الناس أجمعين مؤمنهم وكافرهم كما بين سبحانه فقال : (كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورا) سورة الإسراء 20 ، ومن عدله سبحانه أنه يعطي الفرصة لمختلف أمم الأرض للقيادة والريادة وبناء الحضارات، واقتضت حكمته سبحانه أن لا تحتكر أمة من الأمم دفة القيادة حتى آخر الزمان، وإنما هي دورات تقود كل منها أمة من أمم الأرض، كما قال تعالى : ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) سورة آل عمران ١٤٠، وهذه سنة إلهية ماضية إلى يوم القيامة ، وليس كما ادعى مثلا السياسي الأمريكي "فرانسيسن فوكو ياما" في كتابه ( نهاية التاريخ والإنسان الأخير ) الذي نشره في عام 1992، وزعم فيه أن انتشار الديمقراطيات الليبرالية والرأسمالية وحرية السوق في أنحاء العالم يشير إلى نقطة النهاية للتطور الاجتماعي والثقافي والسياسي للإنسان، وخلاصة فلسفته أن الولايات المتحدة التي أسست لهذه الديمقراطيات هي التي ستقود مسيرة العالم حتى نهاية التاريخ !!
وفي هذا الزعم جهل فاضح بدراسة التاريخ وفيه جهل مركب بسنن الله في خلقه، ومنها سنة التداول التي أشارت لها الآية الكريمة من سورة آل عمران، هذه السنة التي يعرفها كل من له علم بالتاريخ البشري.
وليس هذا فحسب فإن دراسة التاريخ تكشف حقيقة أخرى صادمة لفوكوياما؛ لو أنه علمها لما زعم أن بلاده قد وصلت قمة التقدم والحضارة !
فالتاريخ يكشف لنا سنة أخرى من سنن الله في الخلق، مفادها أن الأمة حين تبلغ ذروة التقدم والحضارة وتظن أنها أمسكت زمام التاريخ فإنها تكون قد أشرفت على النهاية، لا نهاية التاريخ بمنطق فوكوياما، وإنما نهاية الأمة نفسها وحان وقت خروجها من الوجود، وقد وردت الإشارة إلى هذه السنة الإلهية في أكثر من آية في كتاب الله، منها قوله تعالى : (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّينت وظنّ أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغنَ بالأمس ) سورة يونس٢٤، ولم يكتف القرآن الكريم بذكر هذه السنة الإلهية نظرياً، وإنما عرض لها أمثلة واقعية عديدة من تاريخ الأمم الغابرة، منها مثلا قصة قوم عاد الذين بلغوا شأوا عظيماً من القوة والجبروت حتى نادوا في الخافقين قائلين فرحين بما أحرزوا : " من أشد منا قوة !!؟" فكانت نهايتهم الكارثية التي عرضها الله في قوله تعالى : (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا يُنصرون) سورة فصلت ١٥و١٦ !
من أشد منا قوة !!؟ هكذا نادت عاد في الماضي، وهكذا نادى فوكوياما في الحاضر، وهذا هو لسان حال كل أمة تحسب أنها بلغت الذروة، فتكون قد حفرت قبرها بأيديها !
وهكذا هي نهاية كل أمة تظن أنها ملكت زمام الأمور، وهذه هي الحقيقة التي غابت عن فوكوياما ومن لف لفه من الفلاسفة الماديين الذين ينسون ( أو يتناسون ) أن لهذا الكون إلهاً خالقاً مدبراً هو الذي يحكم لا معقب لحكمه؛ وهو الذي يبدل الأحوال والدول، كيف شاء؛ ومتى شاء .. سبحانه .
وسوم: العدد 736