العلمانية

د. حامد بن أحمد الرفاعي

يعاني الغرب من تطرفين..تطرف ديتي يريد للناس الاحتباس في أروقة الكنائس وصوامع الكهنوت والرهبانية بعيداً عن الحياة وزخرفها..وتطرف دنيوي علماني:أدار ظهره للكنيسة وتمرد على تعاليم الكهنوت والرهبانية واتجه للحياة يحرث الأرض ويتمتع بخيراتها..بل ذهب بعض العلمانيين إلى أبعد من ذلك فقالوا:(الدين أفيون الشعوب) وأن الدين (كل ما يتعارض مع العلم) فأعلنوا طلاقاً بائيناً بين الكنيسة والحياة.أما الإسلام فيقرر:أن العلمانية من ( العِلم) أو من ( العَالم ) تبقى رسالته الإنسانية العالمية ورحمها وتربتها الخصبة حيث تترعرع كلمتها وتشمخ فروعها وتؤتي أوكلها الطيب اليانع في كل حين. فأقام تكاملاً بين المسجد والسوق وتواصلاً بين محاريب العبادة الروحية لبناء الإنسان ومحاريب العبادة العمرانية لعمارة الأرض وإقامة الحياة..فالإسلام هو المنهج الوحيد الذي يكافئ الباحث المخطئ تحفيزاً لمتابعة البحث والاستكشاف..ويضاعف الأجر للباحث الناجح تشجيعاً على الإبداع والارتقاء. وسئلت ذات مرة: أما آن الأوان لتفكوا ارتباطكم بالدين لتتقدموا كما تقدمنا..؟قلت:إن مشكلتنا مع الإسلام غير مشكلة مع المسيحية..قال:وما هي..؟قلت إننا للأسف دون مستوى تعاليم الإسلام وإلحاحه على الاستجابة لتحديات الحياة ومتطلبات الإبداع والارتقاء.