الدولة الاحوازية وتاريخها

منصور ابو سعد الاحوازي

منصور ابو سعد الاحوازي

اذا اردنا ان نتكلم عن تاريخ الاحواز القديم والحديث لا يخفي علي اي متابع انه يعود الي سبعة آلاف عام قامت علي ارضه الحضارة العيلامية وهي علي غرار الحضارات البابلية والآشورية والسومرية في بلاد ما بين النهرين. تعتبر الاحواز ارض عربية سكنتها قبائل عربية متنوعة منذ القدم وبعد انتصار المسلمين علي الفرس في القادسية والاحواز كانت ضمن الخلافة الاسلامية و تتبع لولاية البصرة الي ايام الغزو المغولي وبعد تأسيس الدولة المشعشعية العربية واعتراف الدولة الصفوية والخلافة العثمانية بها كدولة مستقلة حتي ظهور الدولة الكعبية (1724-1925م) حافظت علي استقلالها حتي الاحتلال العسكري الفارسي عام 1925م علي يد رضا خان البهلوي. ان الاحواز تبلغ مساحتها 375000 كلم ويسكنها اكثر من 10 ملايين انسان عربي وفيها اكثر من 107 مدينة كبيرة وصغيرة و 8573 قرية حسب الدراسة التي قدمها السيد كميل البوشوكة نشرها موقع المركز الاحوازي للاعلام والدراسات الاستراتيجية.

هذه المقدمة البسيطة عن الاحواز معروفة لكل متابع احوازي وغير احوازي ولكن كمقدمة لبحث موضوع معين لابد منها لان هناك الكثير من الدول التي انشأت في القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين لا تمتلك الكثير من التاريخ والثقافة والجغرافية الموحدة الذي تمتلكه الاحواز،حصلت علي استقلالها وبنت دولها و صارت لها حدود وعلم واعترفت بها الامم المتحدة ودول العالم.

علي سبيل المثال لا الحصر تيمور الشرقية دولة آسيوية فقيرة تبعد عن جاكارتا عاصمة اندونيسيا 2500 كيلومتر وهي افقر دولة في العالم حسب البنك الدولي. في القرن 16م اكتشفها البرتغاليون وبقت تحت هيمنة البرتغال علي مدي اربعة قرون. في تاريخ 28.11.1975 اعلن عن استقلال جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية عن البرتغال وبعد تسعة ايام من اعلان الجبهة الثورية لاستقلال تيمور الشرقية اجتاحها جيش اندونيسيا وضمها ! لاندونيسيا لتصبح الاقليم 27 في البلاد وبعدها قامت ثورات متعددة ضد الاحتلال وسقط خلال هذه المعارك 200 الف قتيل حتي عام 1998 ، فتصاعدت ايضا" المظاهرات عقب سقوط الرئيس الاندونيسي سوهارتو في تيمور الشرقية تطالب باجراء استفتاء حول تقرير المصير وفي تاريخ 05.05.1999 وقعت البرتغال واندونيسيا تحت اشراف الامم المتحده اتفاقا" يمهد الطريق لاستقلال تيمور الشرقية وينص علي استفتاء شعبي حول تقرير المصير وفي تاريخ 30.08.1999 تم الاستفتاء وشارك 98% من الناخبين في الاقتراع حول تقرير المصير بالرغم من اعمال العنف صوتوا الي استقلال تيمور الشرقية وهي الان دولة في الامم المتحدة .

حسب الدراسات للباحثين ان تاريخ جنوب السودان لا يعرف عنه شي الا القليل . قبل عام1820م بدأ الكثير من الاروبيين رحلاتهم لاكتشاف منابع النيل وكانت تحت هيمنة الحكم التركي آنذاك وعين حاكم مصر بعض الاروبيين كمديرين للاستوائية لخدمة اغراضه ونفوذه وقد اشتهرت فترة الحكم التركي حكم المهدية 1885-1899 بغارات جلب الرقيق التي قام بها بعض الاروبيين والمصريين واهل شمال السودان نجم عنه شعورا" زائد بالكراهية وولد خوفا" شديدا" تجاه الشماليين فاغلبية سكان شمال السودان يعتنقون الدين الاسلامي اما معظم سكان الجنوب فلا دينيين وقد بدأت الارساليات المسيحية عملها في الجنوب منذ عام 1848 وتم زيادة نشاطها وتنظيمه بعد الفتح عام 1899. يعد التاريخ السياسي لجنوب السودان من الملفات المهمة لفهم طبيعة السودان الخاصة ، حيث تضافرت مجموعة من العوامل علي تقسيم السودان معنويا" قبل ان تصبح حدوديا" في القرن التاسع عشر. بعد جلاء القوات البريطانية وانفصال السودان عن مصر طالب الجنوبيين ان يكون لهم نظام خاص داخل الدولة السودانية الموحدة ولكن رفضت الحكومة وادي ذلك الي مطالبة الاحزاب الجنوبية خاصة حزب سانوي باستقلال الجنوب وشكلت حركات عسكرية ضد الحكومة المركزية وسقط الاف القتلي لنيل الاستقلال حتي عام 2011 الذي تم الاستفتاء علي تقرير المصير وصوت ابناء الجنوبيين للاستقلال.

بكل بساطة وبعيدا" عن الفلسفة نقول من حقنا وطبق كل المعطيات التي كتبها التاريخ وكون الاحواز كانت دولة تتمتع بسيادة علي ارضه وكان لها مركز قانوني ويميزها عن الاخرين وايضا" مكانتها الستراتيجية وشعبها وارضه واللغة الذي يشكلان اعمدة الدولة ان نكون جاهزين لبناء الدولة الاحوازية وفي هذا السبيل علينا ان نغير من استراتيجيتنا والتاكتيك لطرح قضيتنا في المحافل الدولية ونتفاوض مع دول العالم عدي بعضها علي اساس المصلحة الوطنية وهذا يتطلب منا جهد مضاعف من خلال دراسة الوضع القانوني للاحواز قبل عام1925م وايضا" الوضع الحالي للاحواز العربية حيث لدينا شعب متماسك ومحافظ علي ثقافته ولغته العربيتين مما يميزه عن المحتلين الفرس وايضا"ما تتمتع به الاحواز من نفط وغاز و ثروات هائلة وان نكون جادين في اطروحتنا مع الدول ويجب ان نثق بانفسنا حتي يثق بنا العالم ، نحن قادرين علي تغيير ميزان القوي في المنطقة اذا عرفنا ان نتعامل بشكل صحيح مع انفسنا اولا" ومع دول العالم ثانيا" . " الصبح ليس ببعيد " .