نحنُ الشُـعوبُ

نحنُ  الشُـعوبُ  وعن  دَربِ  التاريخِ  لانَحيدْ

خالِدونَ  وأنتُمْ  أيّها  الحُكّـامُ  إلى  الصَـديدْ

افعلوا  ماشِئتمْ  فنحنُ  الباقونَ  وأنتمُ  الراحلونَ

ولو نَشَـرتُمْ  عِظامَنـا  وأذَبتونـا  بالأسـيدْ

ولو  عَذّبتمونـا  وقطّعتُمْ  أجسـادَنا  أحيـاءً

أو ذَبَحتونـا  مِـنَ  الوَريـدِ  إلى  الوَريـدْ

لو خَنَقتونا  بالسُمومِ  أو فَجّرتونا  بالبَراميـلِ

أو سَـرَقتُمْ  مِنْ  وجوهِ  أطفالِنا  فرحَةَ  العيدْ

لـو مَـلأتُمْ  بِنـا  بالمـلايينِ  الزَنـازينْ

ولـو كبّلتُمْ  أقدامَنـا  بأصفـادِ  الحَـديدْ

لـو دَمّرتُمْ  كُـلَّ  المـدنِ  فوقَ  رؤوسِـنا

ولـو جعلتُمْ  كُـلَّ  واحِـدٍ  مِنا  شَـريدْ

إنْ  قَتلتُـمْ  مِنّـا  ألفـاً  عُدنـا  آلافـاً

كالفينيقِ  كُلّما  احترَقنا، بُعِثنا  مِـنْ  جَديدْ

كُـلُّ  حاكِـمٍ  مِنكُمْ  سَـينتهي  في  القَبرِ

والبَقـاءُ  على  وجـهِ  الارضِ  هوَ  مانُجيدْ

نحنُ  الشُـعوبُ  والجمـالُ  مِـنْ  صِفاتِنـا

وللقَباحَةِ  مَعَكُمْ  أيُّها  الحُكّامُ  تاريخٌ  مَديـدْ

كَـذّابونَ  بالفِطـرةْ  مُجرِمـونَ  بالمِهنـةْ

كُنتُمْ  وسَـتَبقونَ  للكَذِبِ  والاجرامِ  عبيدْ

مَزابِلُ  التاريخِ  دَومـاً  بانتِظارِكُمْ  وكُلَّمـا

امتلأتْ  بِكُمْ  قالتْ: هَـلْ  مِـنْ  مَزيـدْ؟