طيفكِ وقّاد
ومن وراء الأفق
يلوذ طيفكِ متوشحاً بومضه
كحجاب ضبابي أشهب
متوارياً بنقع الشوق معاتباً
وبوطيس الأحرف فارساً يثأر
تمهلي ولا تتجاهلي
تمايلي ورسمك محفور
على رمال الشطآن
وأينما يحلّ في مدن البحار
تحمله الرياح أينما حلّت
إلاّ على شطآن نوافذي
يظلُّ طيفكِ وقادٌ بهامته
من روح الأمواج مرشوقاً
مزهوّاً من لون المحيطات
يظلًّ موسوماً حاضراً يغني
مواسم الحصاد و الأعياد
حافي القدمين متوجساً
من أنين الأرصفة
وأحضان الموانئ
تتخاطف طيفك
ظلال الجدران المرمية
على أحجارالدروب العتيقة
وعلى أغصان الشجر
و له أتراب مفتنون معه
يتراؤن للعين هنا وهناك
ويوم الغروب أستذكره منتشياً
يمتشق السطور قبل الحروف
فيا ويح قلبي إذا انفطر
برؤاك غائباً
لا بصبحِ باسمِ قد حضر
ولابضنين وجد في سحر
فقولي : أبالفراق طيفك ينتشي
ويغني نشيد اللوعة والمهجر
أم أن ظنّي برؤىً
لم تعد بسنين عمري
كان ولا كائن ولا محل
قولي له فليحط غداة قيظٍ
في حومة سراب وهّاج
وإن كان الرؤى وهمٌ
لعل الظمأ هناك يموت
فلا ماء يروي عطشأ
ولاحتى بخيالي طيف
يشحذ السّلى لحالي .. !
..............
وسوم: العدد 832