يأسر قلب العتمة أنواراً للعيد القادم
كلما أوقدوا النار في قلبي
تمردتُ على الغياب
تمردتُ على النسيان
وأطفأتُ الحقد في نفوسهم المريضة
وعدتُ ، وفي رئتيّ الرياح .
يا بلادي
يا ملاذ الفقراء والمتعبين
أتيتك مسكوناً بأشواقي
أتيتك والحّب في قلبي
أشجار صفصافٍ
تتطاير أحلامها
متمردةً في جنون الخريف
خرافة تعاندُ لغة النهر
تكتب أشعارها
للحرية العاتية
للمطر المنتظر
للنبيذ المعتق
يصعدُ قمراً بلا مواعيد
قناديل تضيء عتمة الأزل .
يا نارُ كنت برداً وسلاماً على إبراهيم
فكوني علينا مطراً شاعرياً
وكوني على أمـة الفقراء
نهراً سرمدياً
فياضاً بالمحبة
برداً وسلاماً
ودمعاً نديا .
أتيتك يا بلادي عاشقاً
ونبّي رسالةٍ خالدة
أتيتك شراعاً حالماً
ومواكبُ في بحر الأمنيات
أتيتك قرآناً عربياً
يحملُ مهجة الله في قلوب العابدين
وأتيتك إنجيلاً يبشرُ بالسلام وبالمسّرة .
يا شعبي العربيّ
يا ديار العشق والزيتون
يا ديار التاريخ المتناثر
أوراقاً محترقة
في غيابة الجّب
شرّع نوافذ قلبك للعابرين
وارفع هاماتك عالية
واضرب بيديك جنون الإعصار
لينتفض الإعصارُ بريقاً
يأسرُ قلب العتمة
أنواراً للعيد القادم .
وسوم: العدد 908