سألوني ما ثورتي ؟

على نسق النثر الفني كتبت هذه الكلمات التي خرجت عفوية  ، حركتها مشاعر يعيشها كل غيور على وطنه ، حين نذكر أياما عاشها الشعب في كفاح طويل ، جاوزت الفرن و الربع قرن ، فضاها في مقاومة و ناضل و ثورة حتى النصر   ، كان محصول تلك الثورة ثمنا باهظا ، قوافل من الشهداء تلك هي ثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة .

إلى كل نفس زكية أهدي هذه الكلمات .

_____________

ثورتي بركان نار يستعر

في وجه كل غادر تنفجر

ثورتي ، لهيب بركان ، يحرق الأجساد الغادرة

يكسر أطماع الجبابرة

ثورتي تهوي بهم في القيعان الهاوية

تقلع أنيابهم ، تهشم أضلاعهم

تطعم بها جموع كلاب جائعة

ترمي بهم في البراري

في الجبال العالية

في السهول و الروابي

تلقي بأشلائهم في الوديان الجارية

ثورتي عظمى صنعت نصرها

بدماء خضبت أرضها الطاهرة

ثورتي تباهت بالجميلات في ميادين الجهاد

فارتقت أرواحهن   في السماء

يعانقن طيور الجنان في نعيم خالدة

و تغنت ثورتي بالصناديد تزمجر بأصوات عالية

(ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب)

فهب شباب يرهن الأرواح في ميادين الفدى

لا يبالي إن رقت أرواحهم

في الميادين عربون فدى

ثورتي تشدو بأحرار من زبانة فابن بو العيد و لطفي

و عميروش و الحواس

هم رموز لقوافل تلألأت في سماء الجزائر

عدها مليون و نصف مليون شهيد

لخصت سبع سنين و نصف من جهاد مستميت

لخصت ثورة عنوانها كتب في سجل خالد

كتبت أسماؤهم بدماء طاهرة

إن سألتموني ما ثورتي؟

قلت :

هي حورية تزاحم الرجال في الميدان

هي صوت الأسود في الجبال

هي ضرغام يفتت ذرات الرمال في الصحراء

هي عقول هندست، فزرعت قصة اسمها الجزائر

هي فرقة و كتيبة أبهرت الدنيا باثنين و عشرين بطل

هي رمز بطولة أسطورية صنعت من الموت قصة حياة دائمة

تلكم هي ثورتي التي مرغت أسطول بغي   جاء يحمل في خلده أحلاما وردية

لكن تلاشت أحلامهم كسحابة صيف غابت و تولت.

ثورتي ، كتبت نهاية قصة عنوانها

( الجزائر في العيون نفنى و لا تهون )