دمشق …
ثمة شئ في مدينتي لا يشبهها …
مؤلمة هذه اللوحة… الوجوه شاحبة
ثمة شئ في مدينتي لا يشبهها…
نبرة صوت أمي، ضحكة أبي الساخرة
صوت أخوتي، الذي كان يعج بالفرح
ذات مساء، وهم يحضرون رماد الأركيلة
فرح الجيران، وهم يحضرون كعك العيد
بل! وعبث الأطفال…… وهم يترقبون
مدفع الأول من رمضان ….
ثمة شئ تغير في مدينتي لم يعد يشبهنا
ولا يشبهها ! ….
……
صوت الألم، المعبر عن حال الفقر
بل! عن قلة الحيلة وفقر ذات اليد
الخبز، لا خبز الجياع
بل! خبز الكرامة
ثمة شئ في مدينتي، لم يعد يشبهنا
ولا يشبهها ….
……
الياسمين، الياسمين الشامي المعتق
عبيره وحده يصف حزنها وفرحها
……
يغطي حاراتها …
بالقيمرية! الياسمين غافي كئيب
بباب توما وباب سريجة يبكيها
وبالعمارة ….. لا يزال يواسيها
ومن هنا من مدن الغياب، لا أشتاقها!
بل أرى ثمة شئ تغير لم يعد يشبهها!!
الوجوه لا تزال هي، لكنها تبلدت بتجاعيد
الزمن المثقل بالحزن وضعف الحال
الأصوات لا تزال تعج بذات النبرة
لكنها تبعثرت…. شاكية فقر الحال
إنها دمشق يا سادة، سيدة الدنيا
وأقدم بقاع التاريخ قاطبة …..
لا أبكيك ولا أرثيك ………
لكنني أنهي حزني بدعاء لك
وكل من فيك …………
ربما الفرح لا يزال يسترق النظر
من بين أروقة حاراتك القديمة …
ليجد طريق الأولين، طريق عز الشرق
وأوله دمشق …..
طريق بدايات النهايات السعيدة لهذا العام
ليعود كل ما فيها يشبهها وتشبهه ….
من يدري !
ربما !!
وسوم: العدد 1017