شفشاون ..ذاكرة قصيدة كوردستانية
من ادب المهجر
شَدوُ المطر في زقاقات شفشاون ..
إغراءات للعُمر..
ومضاتُ عشقٍ لإشتهاءات الروح ،
تتوشح بذكريات طفولةٍ حزينة،
تنقش على جدران القلب حكاية لم تكتمل ،
رونقات حلم يعومُ فيه الزمان .
في كل زقاق ..
تنثر المدينة عطر السماء زرقةً ،
لتُسكرَ صهيل الشوق
لماردِ الزمن الجميل ،
وتقتات الأعينُ من زرقتها موائداً وصوتاً
لفراشات العوالم شعراً.. !!
*** ***
أحياناً في شفشاون..
يحلق بي طائر الشعر لأطلال المدينة ..
لغرناطة ..قبل ان تجفَّ دموعها
لتُميط اللثامَ عن البدايات
وعن جرح السنين ..
وانت حين تغني ايها الشاعر في شفشاون،
تنزف الدروبُ والطرقاتُ الحجرية. ،
كي تُطفئ سراج أحزانك الأزلية ،
لتَتَلذَّذ في ركن الفقراء
(ببيصرة عبداللطيف)* ،
ركنٌ يعشقهُ البسطاء كعشقهم
لسحر موسيقى الزمن الجميل ،
وهيام يحفر الشوقَ في محطات الانتظار
(يا مسافر وحدك)**
*** ***
(الطبال) *** يظفر بشعرٍ خالدٍ في سفر الزمان ،
ليُدهشَ العشاق وهُم يُراقصون الجَمال،
على عتبات تاريخ مدينةٍ تستحق الهوى والحنين والشوق للقياها..
تحتدم الذكرياتُ واغاني الغربة والعمر ،
تحت خيمةٍ تتوق لها جبال الريف ..
مخيم ( ازيلان)***ودعاءات الاصدقاء..
خيمةٌ .. تَتَسَتر على آهات الحزن الدفين
عبر السنين !!
*** ***
احببت اوطاناً وبلداناً ، شعوباً وقبائلاً..
نقشتُ أشعاري على شفاه أطفالهم
رسمتها كضحكةٍ لفقراءهم بدلا من سكاكين الفقر
والوجع ..
لا عشق يضاهي أطفال شفشاون..
ولونهم الترابي بعشق الوطن
شفشاون..القصيدةُ واللحن الاخير ،
لعصور لا يَطرقُ أبوابها النعاس..
تتكأ على الشهد والسلام ،
وفي (اوطا حمام)***** رزق وصمت لغة
وحبٌ للمكان والانسان
وفي حضرة شعراءها تعانق الكلمات
زرقة السماء على اكتاف العشق
في شرايين المدينة
أنتِ اغنيةُ الوداع والسفر
في ذاكرة قصيدةٍ كوردستانية.. !!
هوامش
بيصرة عبداللطيف*: اكلة البيصرة واحدة من اشهر الاكلات المنتشرة في المغرب خلال فترات البرد وذلك بسبب مكوناتها التي تساعد على تدفئة الجسم من فول مجفف وثوم وزيت الزيتون وركن عبداللطيف مطعم صغير يلجأ اليه اكثر البسطاء ومكان يستحق الزيارة.
يا مسافر وحدك **: اغنية رائعة للفنان الخالد محمد عبدالوهاب وقد مزج لحنها بالاندلسي.
الطبال***: يقصد به الشاعر المغربي الكبير عبدالكريم الطبال وله بصمات واضحة على خارطة الشعر المغربي لعقود طويلة ومن المقربين للشاعر بدل رفو.
مخيم ازيلان ****: المخيم الذي يرقد فيه الشاعر في خيمته منذ عام 2008 سنويا قبلته ومكانه تحت اشجار المخيم ويعدونه واحدا منهم .
اوطا حمام *****: ساحة عمومية تقع في قلب مدينة شفشاون العتيقة وفيها القصبة والمطاعم والمقاهي وقلب السياحة في المدينة.
وسوم: العدد 1027