شفتاكِ
من ادب المهجر
شفتاكِ ..
حكاياتٌ لكؤوسٍ إرتشفتها عشقاً ،
لا يستحقان سوى أغاني الزمن الجميل ،
اُشاكِسُهما برقصة التانغو على أرصفة شوارعهما،
وضحكاتٌ غضةٌ لمواويل الاغتراب.. !
شفتاكِ ..
تاريخٌ يَغلقُ عيناه،
ليحتضن أمكنة القبلات ويفيض بردأ وسلاماً.. !
شفتاكِ ..
عطر الورد في مَرابع الروح ..
مساحاتٌ مبهجة تكتسي بقصائد المطر والارض
في رسائل العشق الازلي .. !
شفتاكِ ..
حنينٌ وشوقٌ وعذاب ..
اُطفئُ بهم ظمئي خلف ستائر وطنٍ مرهق،
ذابَ في عمق الحروب وشعاراتٍ مزيفة.. !
شفتاكِ ..
نبعُ قصائد يَصبُّ في جنة غربتي ،
ليملأ طرقاتي نسيماً وأحلاماً وسنابلاً
تنبتُ في جسدي بشموخ !!
انت وشفتاكِ ..
روح البحر ودفء اللحن ..
صلاة مسافرٍ في درب العودة واللاعودة !
شفتاكِ ..
لا تحلقان على أشجان وسماء شفاهي
فأنا ناسكٌ في معابد شفتيكِ ..
أحمل سراجاً واُردد تراتيلاً وبين يديَّ
العطور وجوز الهند أهديها قرابيناً لشفتيكِ !
شفتاكِ..
رقصاتٌ في زمن الامبراطوريات ،
رقصةُ الفالس على أكتاف (فيينا)
حول خصرِ زمنٍ فاض حروباً وقسوة ،
وبأفواج اللاجئين على شواطئ (صقلية) ..!
شفتاكِ..
إبتهالاتٌ لنشوةِ العمر ..
اتكأ على نظراتهما المتعطشة في خلوة،
في حضرةِ فيض النشوةِ لأعوم في بحارهما
عبر الموج الهادر..
توقٌ صوب كوكب العمر ..
إغتيالاتٌ لمرارة الطفولةِ القاسية
في جنازة الليل ..!
شفتاكِ ..
اُغنية الفجر على أبواب غرناطة..
قبلةٌ أزلية لتاريخي تحت سماء الأسفار والارتحال .. !
شفتاكِ ..
دربٌ صوبَ (البندقية )،
ومدناً عَشِقَتها روحي في خريف العمر ..!
شفتاكِ ..
ظمأٌ وكفاحٌ وجريٌ صوب المجهول ،
ديكٌ أمام خيمتي .. ياما أيقظني في كل صباحٍ
من صباحاتِ شفشاون !
شفتاكِ ..اسطورة المكان والزمان
وحلمٌ لن ينتهي أبداً ..!!
وسوم: العدد 1042