فإذا ذُكرت حلب ذُكر شاعرها سليم

فإذا ذُكرت حلب ذُكر شاعرها سليم

غرناطة الطنطاوي

نم قرير العين هانيها

يا من خلّدت بشعرك أعظم الأحاسيس

كيف أرثيك وأنت من أنت رقيّاً ورهافة حس وذوق رفيع جمّ

أرثيك أم أرثي أمة فقدت عزيزاً قلّ نظيره في هذا الزمن

أم أرثي إيثاراً وحباً لوطن سطّر تاريخه بمداد قلب محترق

كم تقت لوطنك فصار شعراً يُدمي القلب والعين

هُجّرت من مهبط فؤادك قسراً

فغنيت شعراً في حب الأوطان

وزرعت الوطن في قلوب طفولة بريئة

وقلت سلّم على وطني يا أيها القمر

كم أرّقك ألم الغربة

وأنت في انتظار العودة

وكم سيحنّ تراب حلب لضمّ أولادها البررة

كم تغنّى أطفالي بشعرك الجميل كجمال روحك الطاهرة

نم قرير العين هانيها

يا من جعلت من اللغة العربية أجمل ألحان

كتبت شعراً وكلمات بمداد نوراني

وبروح ثائرٍ لا يخشى في الله لومة لائم

قد كنت أسداً هصوراً بقالب حمل وديع

قد حمل همّ أمته ودينه وهو ما يزال في المهد يحبو

زاوجت الفكر والقلب معاً

فصرت رائداً لأجمل أناشيد الطفولة المغنّاة

لله درّك من شاعر حلبي أصيل

أخذت من قلعة حلب الشموخ والإباء

وأخذت من معرّيها الحكمة وفصاحة الكلمات

ولك من جمال ورودها وعبقها الأخّاذ

فإذا ذُكرت حلب ذُكر شاعرها سليم

وإذا ذُكر سليم ذُكرت حلب الشهباء