أين العيد؟؟

لم أرَ له في شوارع وطني رمزيّة...

اغتالوا المسحّراتي في أيامٍ ذات قدسيّة....

بأيدٍ و قلوبٍ لا تعرفُ الرّحمةَ و لا الإنسانيّة ....

قتلوا الأمنَ و الأمان ... قتلوا البراءة...

قالت طفلة صغيرة : رصاصةٌ تكفي جسديَ الصّغير .. لا تضربوا بالمدفعيّة....

و طفلٌ آخرُ كانَ يحلمُ أن يلعبَ بالدّباباتِ و الطّائراتِ يومَ العيدِ (( عسكر و حراميّة ))

بات يعدّها .... يقولُ : هل تركت من حارتنا أي بقية؟؟!

أين العيد ؟؟

على أمّةٍ شُرّدت في قلب وطنها و جنباتِه ....فقدتِ المأوى .. و ضاع الخلق على ترابِ ديارهم....

عيونهم تنظر لبعيد و تحدّقُ غير مصدّقةً ما جرى و لا تدري ما القضيّة !!

لا تتكلم .. و لكنّ صمتها يحكي قصصاً و أخباراً يندى لها جبين الإنسانيّة....

و يشيبُ لها الولدان و الصِّبية .. لا تدري ما الغدُ فهو مجهول الهويّة......

تركَ الأسى في وجهِهَا بصماتٍ عميقةٍ تقول : أما من راحمٍ .. شفوقٍ .. أما من تلبِيَة ؟!

أين العيد ؟!

تشترونَ ثيابَ العيد و لا تدرون أنّ أطفالاً مثلكم لم يفرحوا .. لم يشبعوا .. لم يلبسوا .. لم يأكلوا الحلوى .. لم يأخذوا هديّةً و لا عيديّة !!!

حلواهم الصّبر و التّصبر و الانتظار لساعات الفرج المخفيّة

لباسهم ما يسترُ العوراتِ و طعامُهم كفافٌ .. لا تعرفُ له ماهيّة

أين رمضان ؟؟ أين العيد ؟؟ أيّتها الأمّة المحمديّة !!

(( ما آمن بي من بات شبعان و جاره جائعٌ إلى جنبه و هو يعلم به ))

و من لا يعلم بآلاف الأراملِ و الأيتامِ و الصوّام .. لا يجدون لقمةً و لا شربةً هنيّة !!

في مخيّمات اللّجوء (( يشحدون )) عليهم .. ُرموا في الحرّ تَعمي عيونهم غبارها الصحراويّة !!

و في بلادٍ أخرى قالوا : يُمنع السّوريّون من التّسوّلِ في المساجد

ويحكم !! أهكذا يُخاطبُ أهلُ الشّامِ العديّة ؟؟

أهلُ الجودِ و الكرمِ و الغوثِ و العزيمةِ و النّشميّة ؟؟

صبراً أهلي و أحبابي .. فوالّذي بسطَ الأرضَ و رفعَ السّماوات العليّة

لتُنصرُنَّ بإذنه و ليفرّجَنَّ اللهُ الهمَّ و يُحقّق الأمنية

و ستعودُ راياتُ الحقِّ في وطني خفّاقةً .. هكذا وعدنا ربُّ البريّة !!

و سَنعيشُ بكرامةٍ و عزّةٍ .. و نتنفّسُ الحريّة

و سَيُزهرُ ياسمينكُ يا حبيبتي يا أبيّة

و سَيغمرُ الكون بشذاه الدّمشقيّ .. و هذه أجملُ و أغلى عيديّة !!

حرة دمشقية