عيدُ سوريَة

عيدُ سوريَة

طريف يوسف آغا

[email protected]

يأتي عيد الفطر هذا العام (1433-2012) كالعيدين السابقين، من دون لقب (السعيد). وسورية ماتزال تحت القصف من قبل حاكمها السفاح ومن والاه من المجرمين المحليين والدوليين.

عيدُ سوريَة

أقولها كَما قالَها أبو الطَيِّبِ

عيدٌ بأيِ حالٍ عُدتَ ياعيدُ؟

فشَعبي باتَ بَينَ مُهَجَّرٍ ومُهَدَّدِ

فلا الأمانُ قريبٌ ولا الموتُ بَعيدُ

شَعبٌ يُمسي على الخَوفِ والجوعِ

ويُصبِحُ ولَهُ مَعَ المجازِرِ مَواعيدُ

أجسادٌ ارتاحَتْ ورَحَلتْ إلى مَقابِرِها

وأجسادٌ بَقيَتْ لتُعَمِدَها النارُ ويَكويَها الحَديدُ

كُلَّما رَحَلَ شَهيدٌ تَبِعَهُ شَهيدُ

ماعادتْ للأعراسِ ولكنْ لِلجَنائِزِ الزَغاريدُ

السَماءُ تُمطِرُ قَذائِفاً أرسَلَها صُعاليكُ

والأرضُ تُنبِتُ ألغاماً زَرَعَها رَعاديدُ

ولكِنَّ النُباحَ، كأشباهِ الرِجالِ، لايُخيفُ

فلا الكِلابُ أُسودٌ، ولا الجُبَناءُ صَناديدُ

لأربعينَ عاماً خطفونا باسمِ الممانَعةِ

فَمَنَعوا عَنَّا الفَرَحَ وذَلّونا وكأنَّنا عَبيدُ

وحَكَمونا بالافقارِ وشِعاراتِ المقاوَمةِ

فالشرابُ هَمٌ والطَعامُ قَديدُ

وذَبحوا الأحرارَ واغتَصَبوا الحَرائِرَ

وحَرَقوا البَلَدَ وقالوا: للأسَدِ تَمجيدُ

عيونُ العالمُ عَنا أُغلِقتْ والآذانُ صُمَّتْ

والقلوبُ تحَجَّرتْ والضَمائِرُ شَوَهَتها التَجاعيدُ

هذا هو عيدُ سوريةَ اليومَ

لا الأطفالُ فَرِحونَ ولا العيدُ سَعيدُ