عبيد الأسد

د. حمزة رستناوي

[email protected]

(1)

أنتمْ : عِبادي

و غيركمْ : عَبيدٌ لي ,  و عبيدٌ لكمْ.

أورثتكمْ حَزّ سكّينٍ تحفرونَهُ على رقابِ أطفالهم.

صغيرهمْ فارقٌ زمنيّ

و كبيرهمْ طريقٌ يلتفُّ حولَ أعناقكمْ

و شيخهمْ ثمرةُ تينٍ  يابسةٍ , ذوقوا عَسيلَتَهَا

على ضفافٍ  نسائهم تبذرونَ عِتْرَتي , و عِترتي أنتم , أنتمْ جنودُ الأسد.

(2)

أورثتكمْ : سهولهم  , و جذوع  نسائهمْ الوارفة .

أورثتكمْ : ما زَرعوا في تاريخهمْ و قافلةَ  حجيجهمْ , و ما ملكتْ أيمانكمْ من مَتاعِ قبورِ بني أميّة  وسَفَّاحِ بني العبّاس.

أنا السفّاحُ عليهمْ , الرحيمُ عليكمْ , أنا ملاذكمْ , و أنتمْ شَبّيحتي.

(3)

حوانيتهمْ غنائمُ حربٍ

و مساجدهمْ صوامعُ  لعبادتي

لا آلهة  إلاّ أنا , بشّارُ بن أنيسة العذراء.

الحافظُ الأسدُ : قدَّرَكمْ حقَّ قدركم.

الحافظُ البشّارُ : سيرثكمْ بعدَ عُمْرٍ طويلٍ طويلٍ , فلا تَحْزَنوا.

مَحبّتُكُمْ لي روحٌ تُرَدّدُها مآذن القدس الشريف.

أنا بشارةُ عيسى , و حاميْ نشيدِ الأقلّياتٍ أمثالكم . 

(4)

أنا الذي خلقتكمْ في مطبخِ القصرِ بين  صباح الثامن من آذار  و عشاء الحركة التصحيحيّة .

كنتم في عالم الذَرِّ أسماءَ , ليس إلا !

تخيّرتُ صلصالكمْ من ترابِ قبرِ أبي الحافظِ لتاريخكم.

و أيّدتكمْ بالبوط ِ العسكريِّ و المخابراتِ و  صياحِ ديكِ الصباح.

(5)

ما عرفتُ لكمْ تحتَ داليةِ العنبِ من ترابٍ غيري

دميَ الإمامُ  يجري في عروقكم

أنتم  عباديْ

و غيركمْ :عبيدٌ لي, و عبيدٌ لكمْ.

" عن ألف"

سهل تهامة