ياشامُ إلى مَتى؟

ياشامُ إلى مَتى؟

طريف يوسف آغا

[email protected]

مازالت الثورة السورية بانتظار العاصمة دمشق، للدخول بملايينها وبكامل ثقلها في أحداث الثورة، ذلك أن المشاركة الحالية لمعظم أحيائها لاتزال خجولة ومحدودة مقارنة مع غيرها من المدن، باستثناء حي الميدان الأبي.

ياشامُ إلى مَتى؟

ياشامُ  إلى  مَتى؟

امتلأتِ  المقابرُ  على  طولِ  المَدى

ووصلتِ  الدماءُ  إلى  الرُكَبْ

وأنتِ  كأَننا  ننفخُ  في  مقطوعةِ  القُرَبْ

***

ياشامُ  ياساحةَ  الوَغى

مالكِ  تصبرينَ  على  مَنْ  بَغى؟

ماعِرفناكِ  يا أُمَّ  المدائِنِ

إلا سَيفاً  على  مَنْ  طَغى

***

أينَ  أحيائُكِ  ياعاصِمَةَ  الأمويينْ؟

أينَ  الشاغورُ  أينَ  المهاجِرينْ؟

وماللصالحيةِ  لاترى  أبطالَ  المَيدانِ؟

وماللقَصاعِ  مازالتْ  معَ  النائمينْ؟

***

وأينَ  أنتمْ  يارجالَ  ركنِ  الدينْ؟

مِنْ  ابنِ  النفيسِ  إلى  شَمدينْ؟

ومالنا  لانَسمعُ  مِنَ  الحميديَةِ؟

ومَتى  نراها  تموجُ  برجالها  ساحَةُ  العباسيينْ؟

***

وأينَ  أنتَ  ياقاسيونُ  الأشَمْ؟

الوطنُ  يغرقُ  في  بحرٍ  مِنَ  الدَمْ

لمْ  يذكُركَ  التاريخُ  إلا شامِخاً

سَمِعَ  استغاثةَ  الوطَنِ  حتى  الأصَّمْ!

***

ياشامُ  إصحي، فالثورةُ  بلغتْ  ضواحيكِ

دوما  وجوبَرْ  ودارَيا  تُناديكِ

القابونُ  وبرزةْ  أثخنَتهُما  الجِراحُ

والمعَضَّميةُ  تُناشِدُ  الشَهامَةَ  فيكِ

***

وياشامُ  هذي  حمصُ  ذبيحَةْ

ومعها  حماةُ  وادلبْ  ودرعا  وأريحا

وأنتِ  تجلسينَ  معَ  المتفرجينْ

تقدمي  واركلي  عِصابةَ  الوجوهِ  القبيحةْ

***

ياشامُ  يارَمزَ  الفِدا

كمْ  قهرتِ  الغُزاةَ  وتحديتِ  الردى

أنتِ  على  روابي  مَيسَلونَ

كُنتِ  شَوكةً  في  حلقِ  العِدا

***

ياشامُ  سوريةَ  اليومَ  منكوبَةْ

الآمالُ  عليكِ  وعلى  الشَهباءِ  منصوبَةْ

وسَيدفعُ  التجارُ  ثَمنَ  تِجارتِهِمْ

ومعهمْ  مَنْ  جعلَ  البلادَ  منهوبَةْ

***

المَزَّةُ  في  الأمسِ  أرسَلتْ  رِسالةْ

تقولُ  ثورةَ  الشامِ  ليسَتْ  مُحالةْ

فقط  لو  تبصقْ  ملايينُها  على  النِظامِ

لأغرقتْهُ  وأغرقَتْ  معَهُ  كُلَّ  الحُثالةْ