حِمصُ العدِّية

عاصمةُ الثورة

طريف يوسف آغا

[email protected]

ارفعْ رأسَكَ فأنتَ في حِمصَ

واخلعْ نعليكَ فأينما ذهبتَ فشُهداءٌ ومُقدَّساتْ

اختارَها القدرُ مرقداً لابنِ الوليدْ

واختارَها أهلُها عاصِمةً لثورَةِ الثوراتْ

أتاها السَفاحونَ بالعَتادِ والعَتيدْ

فأتتهمْ تُدافعُ عنِ الأمَّةِ بالتَحدي والتَضحياتْ

فهذا بابُ عمروٍ يشمَخُ بعزيمَةٍ كالحديدْ

أدهَشَ الدُنيا شَجاعةً وبُطولاتْ

وبابُ السِباعِ برجالٍ ذوي بأسٍ شَديدْ

لايُخيفُهمْ بشَرٌ ولاتُرهِبُهمْ دباباتْ

وبابُ الدُريبْ أعلَنَ عَنِ الحُريةِ لنْ يَحيدْ

وأنَّ الكرامةَ ليسَتْ قابِلَةً للمُفاوَضاتْ

فدَتِ القصورُ الثورةَ بحبلِ الوريدْ

وأقسَمَتْ لأَنْ تُسقِطَ عِصابةَ العِصاباتْ

 وأعلَتِ الانشاءاتُ رايَةَ المجدِ مِنْ جديدْ

لنْ تخدَعَها وعودٌ ولنْ تُفزِعَها تَهديداتْ

الخالديةُ تعرفُ أنَّ النصرَ ماعادَ بالبعيدْ

فدفعَتْ بالآلافِ إلى الشَوارعِ والساحاتْ

والعاصي عصى الأوامرَ وقالَ لسنا بالعبيدْ

وكسَرَ عصا الطاعةِ على رأسِ الطُغاةْ

مدينةٌ كلُ واحدٍ فيها للثورةِ يُجيدْ

ويهتفْ "يسقطِ الظُلاّمُ والبُغاةْ"

لاعجبَ تقفُ اليومَ تغيرُ الحاضِرَ الصَديدْ

فهيَ منْ كتبتْ في الأمسِ التاريخَ والحضاراتْ

***

ياحِمصُ اعذُريني فليسَ عِندي

حينَ أذكُرُكِ سِوى القوافي والكَلِماتْ

وقَلبٍ ينزِفُ قانِيَةَ الدِماءِ

وعينٍ تَذرِفُ وافِرَ الدمْعاتْ

سكنتُ في ربوعِكِ بعضاً مِنَ الزمَنِ

وفي حيِّ الوَعرِ تركتُ قِصصاً وذِكرياتْ

وتركتُ عندَكِ أصحاباً لاأعرفُ ماحَلَّ بِهِمْ

تركتُكِ برعايةِ الخالقِ يحميكِ مِن غدرِ النائِباتْ